الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            مسألة : خضب الرجل لحيته ويديه ورجليه بالحناء هل يجوز له من غير ضرورة أم لا ؟ وهل المرأة والرجل في ذلك سواء أم لا ؟ وهل ورد في ذلك شيء من السنة الشريفة .

            الجواب : خضاب الشعر من الرأس واللحية بالحناء جائز للرجل ، بل سنة صرح به النووي في شرح المهذب نقلا عن اتفاق أصحابنا لما ورد فيه من الأحاديث الصحيحة ، منها حديث الصحيحين عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ) وروى مسلم عن جابر قال : أتي بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق - يوم فتح مكة - ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( غيروا هذا واجتنبوا السواد ) وأما خضاب اليدين والرجلين بالحناء فيستحب للمرأة المتزوجة وحرام على الرجال إلا لحاجة - هكذا قاله أيضا في شرح المهذب ، قال : ومن الدليل على تحريمه للرجال ما رواه أبو داود عن أبي هريرة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمخنث قد خضب يديه ورجليه بالحناء ، فقال : ما بال هذا ، فقيل : يا رسول الله يتشبه بالنساء ، فأمر به فنفي إلى البقيع ) ، ومنها حديث الصحيحين عن أنس ( أنه صلى الله عليه وسلم نهى أن يتزعفر الرجال ) قال النووي : علة النهي اللون لا الرائحة ، فإن ريح الطيب للرجل محبوب والحناء في هذا كالزعفران ، والأحاديث في استحبابه للنساء المتزوجات كثيرة مشهورة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية