الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( وإن nindex.php?page=treesubj&link=2642شرط ما له منه بد وليس بقربة كالعشاء في منزله والمبيت فيه جاز له فعله ) ; لأنه يجب بعقده كالوقوف ; ولأنه يصير كأنه نذر ما أقامه ولتأكد الحاجة إليهما وامتناع النيابة فيهما ، و ( لا ) يصح الشرط ( إن nindex.php?page=treesubj&link=2642شرط ) المعتكف ( الوطء أو ) nindex.php?page=treesubj&link=2642_2626شرط الخروج لأجل ( الفرجة أو النزهة أو الخروج للبيع والشراء للتجارة أو ) nindex.php?page=treesubj&link=2642_26234شرط ( التكسب بالصناعة في المسجد ) والخروج لما شاء ; لأن ذلك ينافي الاعتكاف صورة ومعنى كشرط ترك الإقامة بالمسجد وكالوقف لا يصح فيه شرط ما ينافيه .
( وإن قال : مرضت أو عرض لي عارض خرجت فله شرطه ) كالشرط في الإحرام ، وإفادته : nindex.php?page=treesubj&link=2632_2626جواز التحلل إذا حدث عائق عن المضي ، ( وله السؤال عن المريض ) ما لم يعرج أو يقف لمسألته ، ( و ) له ( البيع والشراء في طريقه إذا خرج لما لا بد منه ما لم يعرج أو يقف لمسألته ) ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يفعل ذلك " وروي عن عائشة قالت : " إن كنت لأدخل البيت والمريض فيه ، فما أسأل عنه إلا وأنا مارة " متفق عليه .
ولأنه لم يترك بذلك شيئا من اللبث المستحق فأشبه ما لو سلم أو رد السلام في مروره ، ( وله ) أي المعتكف إذا خرج لما لا بد له منه ( الدخول إلى مسجد ) آخر ( يتم اعتكافه فيه إن كان ) ذلك المسجد ( أقرب إلى مكان حاجته من ) المسجد ( الأول ) ; لأن المسجد الأول لم يتعين بصريح النذر فأولى أن لا يتعين بشروع الاعتكاف فيه ; ولأنه لم يترك بذلك لبثا مستحقا أشبه ما لو انهدم المسجد الأول أو أخرجه منه سلطان فخرج من ساعته إلى مسجد آخر فأتم اعتكافه فيه .
( وإن كان ) المسجد الذي دخل إليه ( أبعد ) من محل حاجته الأول ، ( أو خرج ) المعتكف إليه أي : إلى المسجد الثاني ابتداء بلا عذر بطل اعتكافه لتركه لبثا مستحقا .
( فإن كان المسجدان متلاصقين بحيث يخرج من أحدهما فيصير في الآخر فله الانتقال من أحدهما إلى الآخر ) ; لأنهما كمسجد واحد انتقل من إحدى زاويتيه إلى الأخرى ( وإن كان يمشي بينهما ) أي : بين المسجدين ( في غيرهما لم يجز له الخروج ، وإن قرب ) ما بينهما ، ويبطل اعتكافه بمشيه بينهما لتركه اللبث المستحق إذن .