الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وإن لبس ) مخيطا ناسيا أو جاهلا أو مكرها ( أو تطيب ) ناسيا أو جاهلا أو مكرها ( أو غطى رأسه ناسيا أو جاهلا أو مكرها فلا كفارة ) لقوله صلى الله عليه وسلم { عفي لأمتي عن الخطإ والنسيان وما استكرهوا عليه } قال أحمد إذا جامع أهله بطل حجه ; لأنه شيء لا يقدر على رده والصيد إذا قتله فقد ذهب لا يقدر على رده والشعر إذا حلقه فقد ذهب فهذه الثلاثة العمد والخطأ والنسيان فيها سواء وكل شيء من النسيان بعد هذه الثلاثة فهو يقدر على رده مثل ما إذا غطى المحرم رأسه ثم ذكر ألقاه عن رأسه وليس عليه شيء أو لبس خفا نزعه وليس عليه شيء ويلحق بالحلق : التقليم بجامع الإتلاف ( ويلزمه غسل الطيب وخلع اللباس في الحال ) أي : بمجرد زوال العذر من النسيان والجهل والإكراه لخبر يعلى بن أمية { أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة وعليه جبة وعليه أثر خلوق أو قال أثر صفرة فقال : يا رسول الله كيف تأمرني أن [ ص: 459 ] أصنع في عمرتي قال اخلع عنك هذه الجبة واغسل عنك أثر الخلوق أو قال أثر الصفرة واصنع في عمرتك كما تصنع في حجك } متفق عليه فلم يأمره بالفدية مع سؤاله عما يصنع وتأخير البيان عن وقت الحاجة غير جائز فدل ذلك على أنه عذره لجهله والناسي والمكره في معناه .

                                                                                                                      ( ومتى أخره ) أي : غسل الطيب وخلع اللباس ( عن زمن الإمكان فعليه الفدية ) لاستدامة المحظور من غير عذر ( وتقدم ) حكم ( غسل الطيب ) في الباب قبله .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية