الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وأقل مدة حمل ) يعني ( ستة أشهر ) لقوله تعالى : { وحمله وفصاله ثلاثون شهرا } مع قوله تعالى : { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين } والفصال انقضاء مدة الرضاع ; لأنه ينفصل بذلك عن أمه وإذا سقط حولان من ثلاثين شهرا بقي ستة أشهر هي مدة الحمل ، وروى الأثرم عن أبي الأسود " أنه رفع إلى عمر امرأة ولدت لستة [ ص: 193 ] أشهر ، فهم عمر برجمها ، فقال له علي : ليس لك ذلك قال الله تعالى : { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين } وقال " { وحمله وفصاله ثلاثون شهرا } " فحولان وستة أشهر ثلاثون شهرا فخلى عمر سبيلها فولدت مرة أخرى لذلك الحد " . وذكر ابن قتيبة في المعارف : أن عبد الملك بن مروان ولد لستة أشهر ، فأما دون ذلك فلم يوجد ( وغالبها ) أي مدة الحمل ( تسعة ) أشهر ; لأن غالب النساء يلدن كذلك ( وأكثرها ) أي مدة الحمل ( أربع سنين ) ; لأن ما لا تقدير فيه شرعا يرجع فيه إلى الوجود وقد وجد من تحمل أربع سنين .

                                                                          قال أحمد : نساء بني عجلان يحملن أربع سنين وامرأة محمد بن عجلان حملت ثلاث بطون كل دفعة أربع سنين ، وبقي محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي في بطن أمه أربع سنين ( وأقل مدة تبين خلق ) ( ولد أحد وثمانون يوما ) لحديث ابن مسعود مرفوعا " { يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون نطفة مثل ذلك ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك - } الخبر ، متفق عليه " وإنما يتبين كونه ابتداء خلق آدمي بكونه مضغة ; لأن المني قد لا ينعقد والعلقة قد تكون دما انحدر من موضع من البدن وأما المضغة فالظاهر كونها ابتداء خلق آدمي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية