الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( ولا تقبل في ) أحكام الدنيا كترك قتل وثبوت أحكام توريث ونحوها ( توبة زنديق وهو المنافق الذي يظهر الإسلام ويخفي الكفر ) لقوله تعالى : { إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا } والزنديق لا يعلم تبين رجوعه وتوبته . لأنه لا يظهر منه بالتوبة خلاف ما كان عليه ، فإنه كان ينفي الكفر عن نفسه قبل ذلك وقلبه لا يطلع عليه ( ولا ) تقبل في الدنيا توبة ( من تكررت ردته ) لقوله تعالى : { إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا } وقوله : { إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم } والازدياد يقتضي كفرا متجددا ولا بد من تقديم الإيمان [ ص: 399 ] عليه ولأن تكرار ردته يدل على فساد عقيدته وقلة مبالاته بالإسلام ( أو سب الله تعالى ) أي صريحا لا تقبل توبته لعظم ذنبه جدا فيدل على فساد عقيدته ( أو ) سب ( رسولا أو ملكا له ) أي لله تعالى ( صريحا أو انتقصه ) أي : الله تعالى أو رسوله أو واحدا من ملائكته فلا تقبل توبته لما تقدم ( ولا ) تقبل توبة ( ساحر مكفر ) بفتح الفاء مشددة ( بسحره ) كالذي يركب المكنسة فتسير به في الهواء . لحديث جندب بن عبد الله مرفوعا { حد الساحر ضربه بالسيف } رواه الدارقطني . فسماه حدا والحد بعد ثبوته لا يسقط بالتوبة ولأنه لا طريق لنا في علم إخلاصه في توبته لأنه يضمر السحر ولا يجهر به . وقوله في الدنيا علم منه أنه من مات منهم مخلصا قبلت توبته في الآخرة لعموم حديث { التائب من الذنب كمن لا ذنب له } ( ومن أظهر الخير ) من نفسه ( وأبطن الفسق ف ) هو في توبته من فسقه ( كزنديق في توبته ) من كفره لأنه لم يظهر منه بالتوبة خلاف ما كان عليه من إظهار الخير فلا تقبل شهادته ونحوها .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية