الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإن أمن أعاد الخائف بوقت ، وإلا لخضخاض لا يطيق النزول به ، أو لمرض ، ويؤديها عليها كالأرض [ ص: 241 ] فلها ، وفيها كراهة الأخير .

التالي السابق


( وإن أمن ) بفتح الهمز وكسر الميم أي حصل الأمن لمن صلى على الدابة لالتحام أو خوفا من كسبع ( أعاد الخائف ) من كسبع الصلاة ( بوقت ) للاصفرار في الظهرين إن تبين عدم ما خاف منه وإلا فلا يعيد ومفهوم الخائف أن الملتحم لا يعيد وهو كذلك لقوته بنص القرآن العزيز عليه .

( وإلا ) صلاته فرضا على الدابة ( لخضخاض ) أي فيه ونعته بجملة ( لا يطيق ) أي الراكب ( النزول به ) أي في الخضخاض لخوف غرقه أو تلوث ثيابه ، ولو التي لا يفسدها الغسل وخاف خروج الوقت الذي هو فيه فإن كان يطيق النزول فيه لزمه تأديتها على الأرض ولو بالإيماء ( أو ) إلا صلاته على الدابة ( لمرض ) يطيق النزول معه إلى الأرض .

( و ) الحال أنه ( يؤديها ) أي يصلي الفرض ( عليها ) أي الدابة بإيماء ( ك ) تأديتها على ( الأرض ) بإيماء . وإن كان الإيماء بالأرض أتم من الإيماء على الدابة [ ص: 241 ] وهذا من عكس التشبيه على حد :

وبدا الصباح كأن غرته وجه الخليفة حين يمتدح



والأصل ويؤديها على الأرض كالدابة ( فلها ) أي القبلة يصلي الفرض على الدابة بعد إيقافها له في صورتي الخضخاض والمرض ويومئ بسجوده للأرض لا إلى كور راحلته فإن قدر على السجود بالأرض ولو من جلوس فلا تصح على الدابة . وأما من لا يطيق النزول فلا يشترط في صحة صلاته على الدابة كونه يؤديها على الأرض كتأديتها على الدابة لعجزه عن النزول .

( وفيها ) أي المدونة ( كراهة ) الصلاة على الدابة في الفرع ( الأخير ) أي المريض الذي يؤديها على الأرض كالدابة ، وتعقب بأنها لم تصرح بكراهتها على الدابة بل قالت لا يعجبني فحملها اللخمي والمازري على الكراهة وابن رشد وغيره على المنع ، فالمناسب وفيها في الأخير لا يعجبني وهل على الكراهة وهو المختار أو على المنع وهو الأظهر تأويلان وأجيب بأن الكراهة هي المتبادرة من لا يعجبني فنزلها منزلته في النص والله سبحانه وتعالى أعلم .




الخدمات العلمية