الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 53 ] قوله ( فإن لم يحسن شيئا من القرآن لم يجز أن يترجم عنه بلغة أخرى ) هو المذهب نص عليه ، وعليه الأصحاب وقطع به أكثرهم . وقيل : يجوز الترجمة عنه بغير العربية ، إذا لم يحسن شيئا من القرآن قوله ( ولزمه أن يقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) وكذا قال في الكافي والهادي . وافق المصنف هنا على زيادة ولا حول ولا قوة إلا بالله صاحب الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمذهب الأحمد والتلخيص ، والخلاصة ، والنظم ، والوجيز ، والرعايتين ، والحاويين ، وابن تميم ، وزاد في المستوعب ، والبلغة العلي العظيم ، والذي قدمه في الفروع : أنه لا يقول ولا حول ولا قوة إلا بالله . في تجريد العناية وجزم به في المحرر ، والفائق ، والمنور ، وهذا المذهب على ما اصطلحناه في الخطبة ، وعنه يكرر هذا بقدر الفاتحة ، أو يزيد على ذلك شيئا من الثناء والذكر بقدر الفاتحة ، وذكره في الحاوي الكبير عن بعض الأصحاب . وقطع به الصرصري في زوائد الكافي قال في المذهب : لزمه أن يقول سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ويكرره ، أو يضيف إليه ذكرا آخر حتى يصير بقدر الفاتحة [ قال في مسبوك الذهب : ويكرره بقدر الفاتحة ] وما قاله في المذهب : هو قول ابن عقيل ، وقال القاضي : يأتي بالذكر المذكور ، ويزيد كلمتين من أي ذكر شاء ليكون سبعا ، وقال الحلواني : يحمد ويكبر ، وقال ابنه في تبصرته يسبح ونقله صالح وغيره [ ص: 54 ] ونقل ابن منصور يسبح ويكبر ونقل الميموني يسبح ويكبر ويهلل ونقل عبد الله يحمد ويكبر ويهلل . قال في الفروع : واحتج أحمد بخبر رفاعة فدل أنه لا يعتبر الكل رواية واحدة ، ولا شيء معين . قوله ( فإن لم يحسن إلا بعض ذلك كرره بقدره ) يعني بقدر الذكر ، وهو المذهب وقيل : يكرره بقدر الفاتحة ، ذكره في الرعاية الكبرى ، وقال ابن تميم : فإن لم يحسن إلا بعض ذلك كرره بقدره ، وفيه وجه يجزيه التحميد والتهليل والتكبير .

التالي السابق


الخدمات العلمية