الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      [ ص: 119 ] الوضوء من النوم قال : وقال مالك : من نام في سجوده فاستثقل نوما وطال ذلك أن وضوءه منتقض . قال : ومن نام نوما خفيفا - الخطرة ونحوها - لم أر وضوءه منتقضا .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك فيمن نام على دابته قال : إن طال ذلك به انتقض وضوءه وإن كان شيئا خفيفا فهو على وضوئه .

                                                                                                                                                                                      قال : فقلت له : أرأيت إن نام الذي على دابته قدر ما بين المغرب والعشاء ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أرى أن يعيد الوضوء في مثل هذا وهذا كثير ، قال : وهو عندي بمنزلة القاعد .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : من نام وهو محتب في يوم الجمعة وما أشبه ذلك فإن ذلك خفيف ولا أرى عليه الوضوء لأن هذا لا يثبت ، قال : فإن نام وهو جالس بلا احتباء ؟

                                                                                                                                                                                      قال : هذا أشد لأن هذا يثبت وعلى هذا الوضوء إن كثر ذلك وطال .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن تفسير هذه الآية : { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم } إن ذلك إذا قمتم من المضاجع يعني النوم .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب قال : إذا نام أحدكم وهو مضطجع فليتوضأ .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب عن حيوة بن شريح عن أبي صخر حميد بن زياد عن يزيد بن قسيط أن أبا هريرة كان يقول : ليس على المجتبي النائم ولا على القائم النائم وضوء .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب وقال عطاء بن أبي رباح ومجاهد : إن الرجل إذا نام راكعا أو ساجدا فعليه الوضوء .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال : إن السنة فيمن نام راكعا أو ساجدا فعليه الوضوء .

                                                                                                                                                                                      قال علي بن زياد عن سفيان عن سعيد بن إياس الجريري عن أبي خالد بن علاق العبسي عن أبي هريرة قال : من استحق نوما فقد وجب عليه الوضوء ، قال ابن وهب : وأن ربيعة بن أبي عبد الرحمن كانت في يده مروحة وهو جالس فسقطت من يده المروحة وهو ناعس فتوضأ ، وقال قال ابن أبي سلمة : من استثقل نوما فعليه الوضوء على أي حال كان .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية