الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3974 232 - حدثنا عبد الغفار بن داود ، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، ح ، وحدثني أحمد بن عيسى ، حدثنا ابن وهب قال : أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ، عن عمرو مولى المطلب ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قدمنا خيبر ، فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب ، وقد قتل زوجها وكانت عروسا ، فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه ، فخرج بها حتى بلغ بها سد الصهباء حلت ، فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم صنع حيسا في نطع صغير ، ثم قال لي : آذن من حولك ، فكانت تلك وليمته على صفية ، ثم خرجنا إلى المدينة ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة ، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وأخرجه من طريقين : أحدهما عن عبد الغفار بن داود أبي صالح الحراني ، سكن مصر ، وهو من أفراده ، وقد أخرج عنه هنا ، وفي البيوع خاصة هذا الحديث الواحد ، والآخر عن أحمد بن عيسى في رواية كريمة ، ولعلي بن شبويه عن الفربري أحمد بن صالح المصري ، وبه جزم أبو نعيم في المستخرج ، وعمرو بفتح العين مولى المطلب بتشديد الطاء وكسر اللام ، وفي رواية عبد الغفار عمرو بن أبي عمرو ، واسم أبي عمرو ميسرة .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب البيوع في باب هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها .

                                                                                                                                                                                  قوله : " الحصن " اسمه القموص ، قوله : " صفية بنت حيي " بضم الحاء المهملة وفتح الياء آخر الحروف الأولى وتشديد الثانية - ابن أخطب بالخاء المعجمة وبالطاء المهملة ، قوله : " زوجها " ، واسمه كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق ، بضم الحاء ، قوله : " فاصطفاها " أي اختارها لنفسه ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له سهم يدعى الصفي إن شاء عبدا أو أمة أو فرسا يختاره من الخمس ، فاختار صفية هنا ، قوله : " سد الصهباء " السد بفتح السين المهملة وضمها ، والصهباء موضع بأسفل خيبر ، وقد تقدم ذكرها عن قريب ، ووقع في رواية عبد الغفار هنا سد الروحاء ، والأول أصوب - قاله بعضهم ، وقال الكرماني : وقال بعضهم : الصواب سد الروحاء ، والروحاء بالراء مكان قريب من المدينة بينهما نيف وثلاثون ميلا من جهة مكة ، قوله : " حلت " أي صارت حلالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالطهارة من الحيض ونحوه ، قوله : " فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي فدخل عليها ، قوله : " حيسا " بفتح الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالسين المهملة - هو تمر يخلط بسمن وأقط ، قوله : " يحوي لها " بضم الياء وفتح الحاء المهملة وتشديد الواو المكسورة أي يجعل لها حوية ، وهي كساء محشو يدار حول الراكب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية