الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4073 328 - حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا أبو أسامة ، عن بريد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى رضي الله عنه قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة ، ومعه بلال ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال : ألا تنجز لي ما وعدتني فقال له : أبشر فقال : قد أكثرت علي من أبشر فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان ، فقال : رد البشرى فاقبلا أنتما ، قالا : قبلنا ثم دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ، ومج فيه ، ثم قال : اشربا منه وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا فأخذا القدح ففعلا ، فنادت أم سلمة من وراء الستر أن أفضلا لأمكما فأفضلا لها منه طائفة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، لأنه من متعلقات غزوة حنين وأبو أسامة هو حماد بن أسامة ، وبريد وأبو بردة كلاهما بضم الباء الموحدة ، وبريد بن عبد الله يروي عن جده أبي بردة عامر عن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري .

                                                                                                                                                                                  وهذا الإسناد بعينه قد مضى ببعض الحديث في الطهارة في باب الوضوء والغسل في المخضب والقدح ، وأخرجه مسلم في فضائل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " بالجعرانة " بكسر الجيم وسكون العين المهملة وتخفيف الراء ، وقد تكسر العين وتشدد الراء ، وقد مضى تفسيره غير مرة ، قوله : " بين مكة والمدينة " قال عياض : هي بين الطائف ومكة ، وإلى مكة أقرب ، وقال الفاكهاني : بينها وبين مكة بريد ، وقال الباجي : ثمانية عشر ميلا ، وقد أنكر الداودي قوله : إن الجعرانة بين مكة والمدينة ، وقال : إنما هي بين مكة والطائف ، وبه جزم النووي ، قوله : " ألا تنجز لي " أي : ألا توفي لي ما وعدتني ، وهذا الوعد الذي ذكره يحتمل أن يكون وعدا خاصا لهذا الأعرابي ، ويحتمل أن يكون من الوعد العام الذي وعد أن يقسم غنائم حنين بالجعرانة بعد رجوعه من الطائف ، وكان طلبه التعجيل بنصيبه منها ، قوله : " أبشر " بهمزة قطع يعني أبشر أيها الأعرابي بقرب القسمة أو الثواب الجزيل على الصبر ، قوله : " فنادت أم سلمة " وهي زوج النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أم المؤمنين ، فلهذا قالت : " لأمكما " ، قوله : " فأفضلا " من الإفضال ، قوله : " طائفة " أي : بقية .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية