الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4512 إذا وصفت صفة المؤنث قلت قريبة ، وإذا جعلته ظرفا أو بدلا ولم ترد الصفة نزعت الهاء من المؤنث ، وكذلك لفظها في الواحد والاثنين والجميع للذكر والأنثى .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا كله من قوله : لعل الساعة " إلى قوله : والأنثى ، لم يقع إلا لأبي ذر والنسفي ، ولم يذكره غيرهما ، وهو الصواب من أوجه ، الأول : أن قوله لعل الساعة تكون قريبا وإن كان في هذه السورة ولكن ذكره في هذا الموضع ليس بموجه لأن الأحاديث التي ذكرها بعد هذا كلها متعلقة بالترجمة التي ذكرت قبله ، والفاصل بينهما كالفاصل بين العصا ولحائها ، الثاني : أن هذا الذي ذكره في تذكير لفظ قريبا ليس كما ينبغي ، والذي ذكره المهرة في فن العربية أن قريبا على وزن فعيل ، وفعيل إذا كان بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث ، كما في قوله تعالى إن رحمت الله قريب من المحسنين الثالث : أن قوله إذا جعلته ظرفا ليس على الحقيقة لأن لفظ قريب ليس بظرف أصلا في الأصل ، ولهذا قال الزمخشري في قوله " قريبا " أي : شيئا قريبا ، أو لأن الساعة في معنى اليوم ، أو في زمان قريب ، وهذا هروب من إطلاق لفظ الظرف على قريب ، حيث أجاب ثلاثة أجوبة عن قول من يقول إن لفظ قريب مذكر والساعة مؤنث ، وكذلك لاحظ أبو عبيدة هذا المعنى هنا حيث قال : مجازه مجاز الظرف هاهنا ، ولو كان وصفا للساعة لقال " قريبة " ، وإذا كانت ظرفا فإن لفظها في الواحد وفي الاثنين والجمع من المذكر والمؤنث واحد بغير هاء ، وبغير جمع ، وبغير تثنية .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أو بدلا " أي : عن الصفة ، يعني جعلته اسما مكان الصفة ولم تقصد الوصفية ، يستوي فيه المذكر والمؤنث والتثنية والجمع .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية