الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4581 356 - حدثني أبو معمر ، حدثنا عبد الوارث ، حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم ، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وأبو معمر بفتح الميمين عبد الله بن عمرو المنقري المقعد البصري ، وعبد الوارث بن سعيد ، وأيوب هو السختياني .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في أبواب سجود القرآن في باب سجود المسلمين مع المشركين ; فإنه أخرجه هناك عن مسدد عن عبد الوارث إلى آخره ، ومضى الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله : " المسلمون " يتناول الجن والإنس ، وفائدة ذكر قوله : " والجن والإنس " لدفع وهم اختصاصه بالمسلمين قوله : " والمشركون " أي وسجد معه المشركون . قال الكرماني : سجد المشركون ; لأنها أول سجدة نزلت ، فأرادوا معارضة المسلمين بالسجدة لمعبودهم ، أو وقع ذلك منهم بلا قصد ، أو خافوا في ذلك المجلس من مخالفتهم ، وما قيل كان ذلك بسبب ما ألقى الشيطان في أثناء قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                  تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى

                                                                                                                                                                                  فلا صحة له نقلا وعقلا ، وقال بعضهم : الاحتمالات الثلاثة فيها نظر ، والأول منها لعياض ، والثاني يخالفه سياق ابن مسعود ; حيث زاد فيه : إن الذي استثناه منهم أخذ كفا من حصا فوضع جبهته عليه ; فإن ذلك ظاهر في القصد ، والثالث أبعد ; إذ المسلمون حينئذ هم الذين كانوا خائفين من المشركين ، لا العكس . قلت : ادعى هذا القائل أن في هذه الاحتمالات نظرا فقال في الأول : إنه لعياض يعني مسبوق فيه بالقاضي عياض فبين أنه لعياض ، ولم يبين وجه النظر ، وذكر وجه النظر في الثاني بقوله : يخالفه سياق ابن مسعود وهذا غير دافع لبقاء الاحتمال في عدم القصد من الذي أخذ كفا من حصا ، فوضع جبهته عليه ، وقال في الثالث أبعد إلى آخره ، فالذي ذكره أبعد مما قاله ; لأن المسلمين لو كانوا خائفين من المشركين وقت سجودهم لم يكونوا يتمكنون من السجود ; لأن السجود وضع الجبهة على الأرض ، ومن يتمكن من ذلك ووراءه من يخاف منه خصوصا أعداء الدين وقصدهم هلاك المسلمين .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية