الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6170 122 - حدثني الصلت بن محمد ، حدثنا يزيد بن زريع ونـزعنا ما في صدورهم من غل قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي المتوكل الناجي ، أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال [ ص: 113 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا ، أذن لهم في دخول الجنة ، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله " فيقص " . والصلت : بفتح الصاد المهملة وسكون اللام بعدها تاء مثناة من فوق : ابن محمد بن عبد الرحمن أبو همام الخاركي بالخاء المعجمة والكاف البصري ، ويزيد : من الزيادة ، ابن زريع ، مصغر زرع ، أبو معاوية العيشي البصري ، وسعيد : هو ابن أبي عروبة ، وأبو المتوكل : علي بن داود الناجي ، بالنون وبالجيم نسبة إلى بني ناجية ابن سامة بن لؤي ، وهي قبيلة كبيرة ، الساجي : بالسين المهملة البصري ، وأبو سعيد : سعد بن مالك الخدري . والحديث مضى في المظالم ، فإنه أخرجه هناك عن إسحاق بن إبراهيم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ونـزعنا ما في صدورهم من غل " ذكره بين رجال الإسناد لبيان أن الحديث كالتفسير له ، قوله : " يخلص " بفتح الياء وضم اللام . قوله : " على قنطرة " قيل : هذا يشعر بأن في القيامة جسرين ; هذا والذي على متن جهنم المشهور بالصراط ، وأجيب بأنه لا محذور فيه ، ولئن ثبت بالدليل أنه واحد فتأويله أن هذه القنطرة من تتمة الأول . قوله : " فيقص " على صيغة المجهول من المضارع ، ويروى " فيقتص " من الاقتصاص ، وفي رواية الكشميهني " فيقص " بفتح الياء ، فعلى هذا اللام في " لبعضهم " زائدة ، وبعضهم فاعل له أو الفاعل محذوف تقديره : فيقص الله لبعضهم من بعض . قوله : " مظالم " غير منون . وقوله : " كانت بينهم " صفة مظالم . قوله : " هذبوا " على صيغة المجهول من التهذيب ، وهو التنقية ، يقال : رجل مهذب الأخلاق ، أي : مطهر الأخلاق ، قاله الجوهري . قوله : " ونقوا " على صيغة المجهول أيضا من التنقية ، وأصله نقيوا استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى ما قبلها بعد حذف حركتها . قوله : " أذن لهم في دخول الجنة " على صيغة المجهول ، وهذا في الظاهر مرفوع مثل بقية الحديث ، كذا في سائر الروايات إلا في رواية عفان عند الطبري ، فإنه جعل هذا من كلام قتادة . وقال القرطبي : وقع في حديث عبد الله بن سلام أن الملائكة تدلهم على طريق الجنة يمينا وشمالا ، رواه عبد الله بن المبارك في الزهد ، وصححه الحاكم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لأحدهم " مبتدأ ، واللام فيه للتأكيد ، وخبره هو قوله " أهدى " . قوله : " بمنزله " قال الطيبي : " أهدى " لا يتعدى بالباء بل باللام أو بإلى ، فكأنه ضمن معنى اللصوق بمنزله هاديا إليه ، وذلك لأن منازلهم تعرض عليهم غدوا وعشيا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية