الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6174 127 - حدثنا عمر بن حفص ، حدثنا أبي ، قال : حدثني الأعمش قال : حدثني خيثمة عن عدي بن حاتم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبين الله ترجمان ، ثم ينظر فلا يرى شيئا قدامه ، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار ، فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة مثل ما ذكرنا ، أن فيه نوع مناقشة . وعمر بن حفص : يروي عن أبيه حفص بن غياث عن سليمان الأعمش عن خيثمة ، بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الثاء المثلثة ، ابن عبد الرحمن الجعفي ، عن عدي بن حاتم الطائي رضي الله تعالى عنه . والحديث مضى مطولا في الزكاة في باب الصدقة قبل الرد ، فإنه أخرجه هناك من وجه آخر عن عبد الله بن محمد إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ما منكم من أحد " ظاهر الخطاب للصحابة ، ويلحق بهم المؤمنون كلهم . قوله : " إلا وسيكلمه الله " وفي رواية ابن ماجه " إلا يكلمه ربه " والواو فيه إن صح فهو معطوف على محذوف ، تقديره : إلا سيخاطبه وسيكلمه . قوله : " ليس بينه وبين الله " ويروى : ليس بين الله وبينه " . قوله : " ترجمان " بضم التاء وفتحها وفتح الجيم وضمها ، وقال ابن التين : رويناه بفتح التاء ، وقال الجوهري : فلك أن تضم التاء بضمة الجيم ، يقال : ترجم كلامه إذا فسره بكلام آخر . قوله : " قدامه " أي : أمامه ، وفي التوحيد على ما سيأتي " فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشأم فلا يرى إلا ما قدم " وكذا في رواية مسلم ، وفي رواية الترمذي " فلا يرى شيئا إلا شيئا قدمه " ، وفي رواية محمد بن خليفة " فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار ، وينظر عن شماله فلا يرى إلا النار " ، وقال ابن هبيرة : نظر اليمين والشمال هنا كالمثل ، لأن الإنسان من شأنه إذا دهمه أمر أن يلتفت يمينا وشمالا يطلب الغوث ، وقيل : يحتمل أن يطلب طريقا يهرب منه لينجو من النار فلا يرى ، إلا ما يقضي الله به من دخول النار . قوله : " فمن استطاع منكم " جزاؤه محذوف ، أي : فليفعل ووقع كذا في رواية وكيع .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية