الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6199 151 - حدثنا قتيبة ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن حميد ، عن أنس ، أن أم حارثة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد هلك حارثة يوم بدر ، أصابه غرب سهم ، فقالت : يا رسول الله ، قد علمت موقع حارثة من قلبي ، فإن كان في الجنة لم أبك عليه وإلا سوف ترى ما أصنع ! فقال لها : هبلت أجنة واحدة هي ! إنها جنان كثيرة ، وإنه في الفردوس الأعلى ، وقال : غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ، ولقاب قوس أحدكم أو موضع قدم من الجنة خير من الدنيا وما فيها ، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ، ولنصيفها - يعني الخمار - خير من الدنيا وما فيها .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة . والحديث إلى قوله " وإنه في الفردوس الأعلى " قد مر في أوائل الباب من رواية أبي إسحاق عن حميد عن أنس ، وهنا فيه زيادة وهي من قوله " وقال غدوة في سبيل الله " إلى آخر الحديث .

                                                                                                                                                                                  قوله : " غرب سهم " بالإضافة والصفة ، وسهم غرب : هو الذي لا يدرى من رمى به . قوله : " وإنه في الفردوس " ويروى " لفي الفردوس " . قوله : " ولقاب قوس أحدكم " اللام فيه مفتوحة للتأكيد ، والقاب : بالقاف والباء الموحدة والقيب بمعنى القدر ، وعينه واو . قوله : " أو موضع قدم " أي : أو موضع قدم أحدكم ، ويروى " موضع قده " بكسر القاف وتشديد الدال أي : موضع سوطه ، لأنه يقد ، أي : يقطع طولا ، وقيل : موضع قده ، أي : شراكه ، ويروى : موضع قدمه ، قوله : " ريحا " أي : ريحا طيبة ، وفي رواية سعيد بن عامر " لملأت الأرض ريح مسك " . قوله : " ولنصيفها " اللام فيه للتأكيد ، والنصيف : بفتح النون وكسر الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالفاء هو الخمار ، بكسر الخاء المعجمة ، وقد فسره في الحديث هكذا ، وهذا التفسير من قتيبة ، وعن الأزهري : النصيف أيضا يقال للخادم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية