الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6338 9 - حدثنا أبو النعمان ، أخبرنا حماد بن زيد ، عن عمرو ، عن جابر أن رجلا من الأنصار دبر مملوكا له ولم يكن له مال غيره ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : من يشتريه مني ؟ فاشتراه نعيم النحام بثمانمائة درهم ، فسمعت جابر بن عبد الله يقول : عبدا قبطيا مات عام أول .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قال الكرماني : كيف دل الحديث على الترجمة ؟ ثم قال : إذا جاز بيع المدبر جاز إعتاقه ، وقاس الباقي عليه ، وقال بعضهم : أشار بالترجمة إلى أنه إذا جاز بيعه جاز ما ذكر معه بطريق الأولى .

                                                                                                                                                                                  قلت : كلام الكرماني له وجه ما لأنه قال : إذا جاز بيع المدبر جاز إعتاقه ، وقد علم أنه ممن يجوز بيع المدبر ، وأما كلام هذا القائل فلا وجه له أصلا لأنه قال : أشار في الترجمة إلى أنه إذا جاز بيعه إلى آخره فسبحان الله في أي موضع أشار في الترجمة أنه أجاز بيعه حتى يبني عليه جواز العتق على أن كلام الكرماني [ ص: 222 ] أيضا لا يمشي إلا بالتعسف .

                                                                                                                                                                                  وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي البصري يعرف بعارم ، وعمرو هو ابن دينار .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في الإكراه عن أبي النعمان ، وأخرجه مسلم في الأيمان والنذور عن أبي الربيع .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أن رجلا " هو أبو مذكور بالذال المعجمة ، قوله : " دبر مملوكا له " اسمه يعقوب ، فاشتراه نعيم النحام ، قال الكرماني في بعض النسخ : نعيم بن النحام بزيادة الابن والصواب عدمه ، و" نعيم " بضم النون وفتح العين المهملة مصغر النعم ، و" النحام " بفتح النون وتشديد الحاء المهملة لقب به لأنه صلى الله عليه وسلم قال : سمعت نحمة نعيم أي سعلته في الجنة ليلة الإسراء ، قوله : عبدا قبطيا بكسر القاف وسكون الباء الموحدة نسبة إلى قبط وهم أهل مصر .

                                                                                                                                                                                  قوله : " عام أول " بفتح اللام على البناء ، وهو من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة ، والبصريون يقولون : إنه مما يقدر فيه المضاف نحو عام الزمن الأول .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية