الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6392 3 - حدثنا قتيبة ، حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال : جيء بالنعيمان أو بابن النعيمان شاربا ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من كان في البيت أن يضربوه قال : فضربوه ، فكنت أنا فيمن ضربه بالنعال .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وعبد الوهاب هو ابن عبد المجيد الثقفي ، وأيوب هو السختياني ، وابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة بضم الميم ، واسمه زهير بن عبد الله ، وعقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف أبو سروعة القرشي المكي ، سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو من أفراد البخاري ، والحديث مضى في الوكالة ، عن محمد بن سلام ، وهو من أفراده . قوله : " جيء بالنعيمان " على صيغة المجهول من المجيء ، والنعيمان بضم النون وفتح العين المهملة ابن عمرو الأنصاري . قوله : " أو بابن النعيمان " شك من الراوي ، وقد أخرج الزبير بن بكار وابن منده الحديث بالوجهين فيهما النعيمان بغير شك ، وفي رواية الزبير : كان النعيمان يصيب الشراب ، وقال ابن عبد البر في موضع : إن النعيمان جلد في الخمر أكثر من خمسين مرة ، وقال في موضع آخر : إنه كان رجلا صالحا ، وكان له ابن انهمك في شرب الخمر ، فجلده النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النعيمان مزاحا يضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال ابن الكلبي : كان صلى الله عليه وسلم إذا نظر إلى نعيمان لن يتمالك نفسه أن يضحك ، روي أنه جاء أعرابي وأناخ ناقته فقيل لنعيمان : لو نحرتها فأكلناها ، ويغرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمنها ، فنحرها ، فخرج الأعرابي ، فصاح : واعقراه يا محمد ، فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : من فعله : قالوا : النعيمان فضحك صلى الله تعالى عليه وسلم وغرم ثمنها ، وقال ابن سعد عاش النعيمان إلى خلافة معاوية ، وكان شهد العقبة مع السبعين وبدرا وأحدا والخندق ، وسائر المشاهد ، وفي التوضيح : فجلده النبي صلى الله عليه وسلم أربعا أو خمسا ، فقال رجل : اللهم العنه ، ما أكثر ما يشرب وأكثر ما يجلد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنه ، فإنه يحب الله ورسوله ، وفي لفظ: " لا تقولوا للنعيمان إلا خيرا ; فإنه يحب الله ورسوله " . قوله : " شاربا " في رواية وهيب : وهو سكران ، فإن قلت : ظاهر الحديث يدل على إقامة الحد على السكران في حال سكره ، وبه قالت الظاهرية ، قلت : الجمهور على خلافه ، وأولوا الحديث بأن المراد ذكر سبب الضرب ، وأن ذلك الوصف استمر به في حال ضربه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية