الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6417 1 - حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا الأوزاعي ، حدثني يحيى بن أبي كثير قال : حدثني أبو قلابة الجرمي ، عن أنس رضي الله عنه قال : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم نفر من عكل ، فأسلموا فاجتووا المدينة ، فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها ، ففعلوا فصحوا ، فارتدوا وقتلوا رعاتها واستاقوها ، فبعث في آثارهم ، فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ، وسمل أعينهم ، ثم لم يحسمهم حتى ماتوا .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 285 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 285 ] قال ابن بطال : ذهب البخاري إلى أن آية المحاربة نزلت في أهل الكفر والردة ، وساق حديث العرنيين ، وليس فيه تصريح بذلك ، ولكن روى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة حديث العرنيين ، وفي آخره قال : فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم : إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية ، ووقع مثله في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                  وشيخ البخاري علي بن عبد الله المعروف بابن المديني ، والوليد بن مسلم الأموي ، والأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو ، وأبو قلابة بكسر القاف عبد الله بن زيد الجرمي بفتح الجيم وسكون الراء ، أريد على القضاء بالبصرة ، فهرب إلى الشام ، فمات بها سنة أربع أو خمس ومائة في ولاية يزيد بن عبد الملك .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الوضوء في باب أبوال الإبل والدواب والغنم عن سليمان بن حرب ، وفي الجهاد عن معلى بن أسد ، وفي التفسير عن علي بن عبد الله ، وفي الديات عن قتيبة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " نفر من عكل " النفر رهط الإنسان وعشيرته ، وهو اسم جمع يقع على جماعة من الرجال خاصة ما بين الثلاثة إلى العشرة ، ولا واحد له من لفظه ، وعكل بضم العين المهملة وسكون الكاف قبيلة ، قوله : " فاجتووا " من الاجتواء ، أي كرهوا الإقامة بالمدينة لسقم أصابهم ، قوله : " وسمل أعينهم " أي فقأها ، وأذهب ما فيها قوله : " ولم يحسمهم " يقال : حسم العرق كواه بالنار لينقطع دمه ، وقد مر الكلام فيه مستوفى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية