الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6430 14 - حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث عن عقيل ، عن ابن شهاب عن أبي سلمة ، وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في المسجد فناداه ، فقال : يا رسول الله إني زنيت ، فأعرض عنه حتى ردد عليه أربع مرات ، فلما شهد على نفسه أربع مرات دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أبك جنون قال : لا ، قال : فهل أحصنت قال : نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اذهبوا به فارجموه قال ابن شهاب : فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله قال : فكنت فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى ، فلما أذلقته الحجارة هرب ، فأدركناه بالحرة فرجمناه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم : " أبك جنون " لأن المفهوم منه أنه إذا كان مجنونا لا يرجم .

                                                                                                                                                                                  ورجاله قد ذكروا غير مرة قريبا وبعيدا .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الحدود عن عبد الملك بن شعيب ، وأخرجه النسائي في الرجم عن محمد بن عبد الله .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أتى رجل " ، وفي رواية شعيب بن الليث : " رجل من المسلمين " ، وفي رواية ابن مسافر : " رجل من الناس " ، وفي رواية يونس ومعمر : " أن رجلا من أسلم " ، وفي رواية جابر بن سمرة عند مسلم : " رأيت ماعز بن مالك الأسلمي حين جيء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحديث ، وفيه رجل قصير أعضل ليس عليه رداء ، وفي لفظ ذو عضلات ، وهو جمع عضلة قال أبو عبيدة : هي ما اجتمع من اللحم في أعلى باطن الساق ، وقال الأصمعي : كل عصبة معها لحم فهي عضلة قوله : " حتى ردد عليه " ، وفي رواية الكشميهني : حتى رد بدال واحدة ، قوله : " أربع مرات " هكذا في رواية أبي ذر ، وفي رواية غيره : " أربع شهادات " قوله : " أبك جنون " ، وفي رواية شعيب عن عاصم في الطلاق : " وهل بك جنون " ، وقال عياض فائدة سؤاله : " أبك جنون " استقراء لحاله واستبعاد أن يلح عاقل بالاعتراف بما يقتضي إهلاكه أو لعله يرجع عن قوله ، قوله : " فهل أحصنت " أي تزوجت .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قال ابن شهاب : " أي قال محمد بن [ ص: 293 ] مسلم بن شهاب الزهري راوي الحديث ، وهو موصول بالسند المذكور

                                                                                                                                                                                  قوله : " فأخبرنا " بفتح الراء ، قوله : " من سمع " فاعل أخبرنا ، وقال الكرماني : من سمع قيل : يشبه أن يكون ذلك هو أبو سلمة لما صرح باسمه في الروايات الأخر قوله : " بالمصلى " أي مصلى الجنائز ، وهو بقيع الغرقد قوله : " فلما أذلقته " بالذال المعجمة وبالقاف ، أي : فلما أقلقته وأصابته بحرها ، قوله : " بالحرة " بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء ، وهي أرض ذات حجارة سود والمدينة بين حرتين .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية