الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15486 6783 - (15916) (3\477) عن قبيصة بن المخارق الهلالي، تحملت بحمالة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها، فقال: " نؤديها عنك، ونخرجها من نعم الصدقة " وقال مرة: " ونخرجها إذا جاءتنا الصدقة - أو إذا جاء نعم الصدقة - " وقال: " يا قبيصة، إن المسألة لا تصلح " وقال مرة: " حرمت إلا في ثلاث رجل: تحمل بحمالة حلت له المسألة حتى يؤديها، ثم يمسك، ورجل أصابته حاجة، وفاقة حتى يشهد له ثلاثة من ذوي الحجا من قومه " وقال مرة: " رجل أصابته فاقة - أو حاجة - حتى يشهد له - أو يكلم - ثلاثة من ذوي الحجا من قومه، أنه قد أصابته حاجة أو فاقة، إلا قد حلت له المسألة فيسأل حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله حلت له المسألة، فيسأل حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش ثم يمسك وما كان سوى ذلك من المسألة سحت " .

[ ص: 102 ]

التالي السابق


[ ص: 102 ] * قوله : "تحملت" : أي : تكفلت مالا لإصلاح ذات البين .

قال الخطابي : هي أن يقع بين القوم تشاجر في الدماء والأموال ، ويخاف من ذلك فتن عظيمة ، فيتوسط الرجل بينهم لإصلاح ذات البين ، ويضمن لهم ما يرضيهم؟ دفعا للفتنة .

* "لا تصلح" : أي : لا تحل .

* "إلا في ثلاث" : أي : في ثلاث أحوال .

* "رجل" : أي : حال رجل ، والمراد بها : لا تحل إلا لضرورة ملجئة كهذه الأحوال .

* "حتى يشهد" : غاية لإصابة الحاجة; أي : أصابته الحاجة إلى أن ظهرت لعقلاء قومه ، وصارت بينة ، وليس المراد حقيقة الشهادة ، بل المراد : أنه أصابته حاجة بالتحقيق .

* "الحجى " : - بكسر المهملة المقدمة على الجيم - : العقل .

* "إلا قد حلت" : أي : فما شهدوا له إلا قد حلت .

* "قواما" : - بكسر القاف - ; أي : ما يقوم بحاجته الضرورية .

* "أو سدادا" : - بكسر السين - : ما يكفي حاجته ، والسداد - بالكسر - : كل شيء سددت به خللا ، و "أو" شك من الرواة .

* * *




الخدمات العلمية