الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        4595 - حدثنا محمد بن خزيمة قال : ثنا مسلم بن إبراهيم قال : ثنا هشام ، قال : ثنا حماد ، عن إبراهيم قال : المطلقة ثلاثا والمختلعة والمتوفى عنها زوجها والملاعنة لا تختضبن ولا تتطيبن ولا يلبسن ثوبا مصبوغا ولا يخرجن من بيوتهن .

                                                        فهؤلاء الذين روينا عنهم هذه الآثار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين قد منعوا المتوفى عنها زوجها من السفر والانتقال من بيتها في عدتها ، ورخصوا لها في الخروج في بياض نهارها على أن تبيت في بيتها .

                                                        وقد قرن بعضهم معها المطلقة المبتوتة فجعلها كذلك في منعه إياها من السفر والانتقال من بيتها في عدتها ، ولم يرخص أحد منهم لها في الخروج من بيتها نهارا كما رخص للمتوفى عنها زوجها .

                                                        فثبت بذلك ما ذكرنا من منعهما من السفر في عدتهما والخروج من منزلهما إلا ما رخص للمتوفى عنها زوجها من الخروج من بيتها في بياض نهارها على الضرورة .

                                                        وهذا كله قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد ، رحمة الله عليهم أجمعين .

                                                        فإن قال قائل : فإن عائشة رضي الله تعالى عنها قد كانت سافرت بأختها أم كلثوم في عدتها !

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية