الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        4641 - حدثنا ابن مرزوق قال : ثنا عارم أبو النعمان قال : ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أرى رؤياكم قد تواطأت أنها ليلة السابعة في العشر الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها ليلة السابعة من العشر الأواخر .

                                                        فقد يحتمل أن يكون هذا أيضا أن يكون في عام بعينه ، ويحتمل أن يكون في كل الأعوام كذلك ، إلا أن ذلك كله على التحري لا على اليقين .

                                                        وكذلك ما ذكرناه قبل هذا عن عبد الله بن أنيس مما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ، يحتمل أن يكون ذلك على التحري من رسول الله صلى الله عليه وسلم لها في ذلك العام لما قد كان أريه من وقتها الذي تكون فيه فأنسيها .

                                                        فلم يكن في شيء من هذه الآثار ما يدلنا على ليلة القدر أي ليلة هي بعينها ؟ غير أن في حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له " هي عشر الأول ، أو في العشر الأواخر من رمضان " إذ سأله عن وقتها على ما قد ذكرناه في حديثه الذي رويناه عنه في أول هذا الباب ، فنفى بذلك أن يكون في العشر الأوسط ، وثبت أنها في إحدى العشرين ؛ إما في الأول ، وإما في الآخر .

                                                        وفي هذا الحديث أيضا رجوع أبي ذر رضي الله عنه بالسؤال على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أي العشرين هي ؟ وجواب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه بأن يتحراها في العشر الأواخر .

                                                        [ ص: 92 ] فنظرنا فيما روي في غير هذه الآثار ؛ هل فيه ما يدل على أنها في ليلة من هذين العشرين بعينها . ؟

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية