الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        5452 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : ثنا بشر بن عمر الزهراني ، قال : ثنا ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري رضي الله عنه ، عن أبي مرة مولى عقيل ، عن فاختة أم هانئ رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتسل يوم فتح مكة ، ثم صلى ثماني ركعات في ثوب واحد مخالفا بين طرفيه .

                                                        قالت : فقلت : إني أجرت حموي من المشركين ، وأن عليا رضي الله عنه يفلت عليهما ليقتلهما .

                                                        قالت : فقال : ما كان له ذلك قد أجرنا من أجرت ، وأمنا من أمنت
                                                        .

                                                        أفلا ترى أن عليا رضي الله عنه قد أراد قتل المخزوميين لمكة ؟ ولو كانا في أمان لما طلب ذلك منهما ، [ ص: 324 ] فأمنتهما أم هانئ رضي الله عنها ليحرم بذلك دماؤهما على علي رضي الله عنه ، ولم تقل له : ( ما لك إلى قتلهما من سبيل ؛ لأنهما وسائر أهل مكة في صلح وأمان ) .

                                                        ثم أخبرت أم هانئ رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من علي رضي الله عنه ، وبما كان من جوار هذين المخزوميين .

                                                        فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أجرنا من أجرت ، وأمنا من أمنت ، ولم يعنف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله تعالى عنه في إرادته قتلهما قبل جوار أم هانئ إياهما .

                                                        فدل ذلك أنه لولا جوارها لصح قتلهما ، ومحال أن يكون له قتلهما ، وثمة أمان قائم وصلح متقدم لهما ، وهذا دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، فأي شيء أبين من هذا ؟

                                                        ثم قد روى أبو هريرة رضي الله عنه في هذا الباب ما هو أبين من هذا .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية