الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        5459 - حدثنا فهد بن سليمان ، قال : ثنا يوسف بن بهلول ، قال : ثنا عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي شريح الخزاعي ، قال : لما بعث عمرو بن سعيد البعث إلى مكة لغزو ابن الزبير ، أتاه أبو شريح الخزاعي ، فكلمه بما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم خرج إلى نادي قومه ، فجلس فقمت إليه فجلست معه ، فحدث عما حدث عمرو بن سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعما جاوبه عمرو بن سعيد .

                                                        قال : قلت له : إنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة ، فلما كان الغد من يوم الفتح عدت خزاعة على رجل من هذيل فقتلوه بمكة وهو مشرك .

                                                        قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا ، فقال : أيها الناس ، إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض ، فهي حرام إلى يوم القيامة ، لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ، ولا يعضد بها شجرا ، لم تحل لأحد كان قبلي ، ولا تحل لأحد بعدي ، ولم تحل لي إلا هذه الساعة غضبا ، ألا ثم عادت كحرمتها ، ألا فمن قال لكم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أحلها ، فقولوا : إن الله قد أحلها لرسوله ، ولم يحلها لك .

                                                        يا معشر خزاعة ، كفوا أيديكم فقد قتلتم قتيلا لأدينه ، فمن قتل بعد مقامي هذا فهو بخير نظرين ، إن أحب فدم قاتله ، وإن أحب فعقله .

                                                        قال : انصرف أيها الشيخ ، فنحن أعلم بحرمتها منك ، إنها لا تمنع سافك دم ، ولا مانع حرمة لا خالع طاعة .

                                                        قال : قلت : قد كنت شاهدا وكنت غائبا ، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ شاهدنا غائبنا ، قد أبلغتك
                                                        .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية