الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1791 (30) باب

                                                                                              دعاء المصدق لمن جاء بصدقته ، والوصاة بالمصدق

                                                                                              [ 947 ] عن عبد الله بن أبي أوفى قال : كان رسول الله إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : (اللهم صل عليهم " فأتاه أبو أوفى بصدقته فقال : " اللهم صل على آل أبي أوفى) .

                                                                                              رواه أحمد (4 \ 353 و 355 )، والبخاري (1497)، ومسلم (1078)، وأبو داود (1590)، والنسائي (2 \ 152) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (30) ومن باب: الدعاء للمتصدق وإرضاء المصدق

                                                                                              لما أمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأخذ الصدقة من الأموال والدعاء للمتصدق بقوله تعالى : خذ من أموالهم صدقة الآية ، امتثل ذلك ، فكان يدعو [ ص: 132 ] لمن أتاه بصدقته ، ولذلك كان يقول لهم : ( اللهم صل عليهم ) ; أي : ارحمهم ، وقال : ( اللهم صل على آل أبي أوفى ) .

                                                                                              وقال كثير من علمائنا: إنه أراد بآل أبي أوفى : نفس أبي أوفى ، وجعلوا هذا مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي موسى : (لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ) ، وإنما أراد: داود نفسه ، وهو محتمل لذلك . ويحتمل أن يريد به : من عمل مثل عمله من عشيرته وقرابته ، فيكون مثل : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ) ، والله تعالى أعلم .

                                                                                              وهل يتعدى الأمر لكل مصدق عند أخذه الصدقة ؟ أو هو خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قولان لأهل العلم .

                                                                                              فذهب الجمهور: إلى أنهم يندبون إلى ذلك ; للاقتداء بفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لما يحصل عند ذلك من تطييب قلوب المتصدقين .

                                                                                              وقال أهل الظاهر : هو واجب ; أخذا بظاهر قول الله تعالى : وصل عليهم ولا يسلم لهم ذلك ; لأن قوله تعالى : إن صلاتك سكن لهم يشعر بخصوصيته - صلى الله عليه وسلم - بالدعاء . وقوله تعالى : إن صلاتك سكن لهم تعليل للأمر بالدعاء ، لا لأخذ الصدقة ، كما قد توهمه أهل الردة الذين تقدم ذكرهم في كتاب الإيمان .

                                                                                              وعلى هذا فلا يكون للظاهرية متمسك في الآية ، ويتجه قول [ ص: 133 ] من ادعى خصوصية ذلك بالنبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                              وقال كثير من المفسرين في معنى سكن لهم ; أي : طمأنينة وتثبيت وبركة وتزكية .




                                                                                              الخدمات العلمية