الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3503 [ 1356 ] وعن أبي هريرة: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هيعة ، أو فزعة طار عليه ، يبتغي القتل والموت مظانه، أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف ، أو بطن واد من هذه الأودية، فيقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، يعبد ربه حتى يأتيه اليقين، ليس من الله إلا في خير" .

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 443 )، ومسلم (1889) (125)، وابن ماجه (3977).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله : ( من خير معاش الناس لهم ) ; المعاش : مصدر بمعنى المعيشة أو [ ص: 723 ] العيش ; أي : من أشرف طرق المعاش الجهاد . ففيه دليل على جواز نية أخذ المغانم والاكتساب بالجهاد ، لكن إذا كان أصل النية في الجهاد أن يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا . ولهذا أشار صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بقوله : ( رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله ) ، وبقوله : ( يبتغي القتل مظانه ) .

                                                                                              ومتن الفرس وغيره : ظهره . و ( الهيعة ) : الفزعة . يقال : هاع ، يهيع ، هيوعا ، وهيعة ; إذا خاف . و: هاع ، يهاع ; إذا جاع ، وإذا تهوع . و ( مظانه ) ; أي : في الأوقات التي يظن القتل فيها . وهو منصوب هنا على الظرف .

                                                                                              و ( الشعفة ) - بفتح العين غير معجمة- : واحدة الشعف ، وهي رؤوس الجبال . و ( اليقين ) هنا : هو المتيقن ، وهو الموت .




                                                                                              الخدمات العلمية