الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم النووي ص 86-87 ج9 المطبعة المصرية
[عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج. قال: قلت لعطاء: أسمعت nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=659372إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله؟ قال: لم يكن ينهى عن دخوله. ولكني سمعته يقول: أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت، دعا في نواحيه كلها. ولم يصل فيه. حتى خرج، فلما خرج، ركع في قبل البيت ركعتين. وقال: nindex.php?page=treesubj&link=23841_29376_1502_30889 "هذه القبلة".
[ ص: 417 ] قلت له: ما نواحيها:؟ أفي زواياها؟ قال: بل في كل قبلة من البيت]. .
(عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال: قلت لعطاء: أسمعت nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يقول: إنما أمرتم بالطواف ، ولم تؤمروا بدخوله؟. قال: لم يكن ينهى عن دخوله. ولكني سمعته يقول: أخبرنيnindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد "رضي الله عنه":
أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما دخل البيت: دعا في نواحيه كلها. ولم يصل فيه. حتى خرج. فلما خرج ، ركع في قبل البيت) بضم القاف والباء. ويجوز إسكان الباء ، كما في نظائره.
قيل: معناه: ما استقبلك منها.
وقيل: مقابلها.
وفي رواية في الصحيح: nindex.php?page=hadith&LINKID=24240 (فصلى ركعتين في وجه الكعبة) . وهذا ، هو المراد (بقبلها) . ومعناه: عند بابها.
ومعنى: (ركع في قبل البيت) : صلى ركعتين .
فيه: دليل ، على أن nindex.php?page=treesubj&link=23841تطوع النهار ، يستحب أن يكون: مثنى. وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، والجمهور.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة: أربعة.
(وقال: " هذه القبلة ") .
[ ص: 418 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: معناه: أن nindex.php?page=treesubj&link=1497أمر القبلة ، قد استقر على: استقبال هذا البيت. فلا ينسخ بعد اليوم. فصلوا إليه أبدا.
قال: ويحتمل، أنه علمهم سنة موقف الإمام ، وأنه يقف في وجهها ; دون أركانها وجوانبها. وإن كانت nindex.php?page=treesubj&link=1502الصلاة في جميع جهاتها مجزية.
قال النووي: ويحتمل معنى ثالثا. وهو: أن هذه الكعبة ، هي المسجد الحرام ، الذي أمرتم باستقباله. لا كل الحرم ، ولا مكة ، ولا كل المسجد الذي حول الكعبة. بل: هي (الكعبة) نفسها فقط.
والله أعلم.
(قلت له: ما نواحيها؟: أفي زواياها؟ قال: بل في كل قبلة من البيت) .
قال النووي: أجمع أهل الحديث ، على الأخذ برواية nindex.php?page=showalam&ids=115بلال ، لأنه مثبت. فمعه زيادة علم. فوجب ترجيحه.
وأما نفي nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة ، فسببه: أنهم لما دخلوا الكعبة ، أغلقوا الباب ، واشتغلوا بالدعاء. فرأى nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة: النبي صلى الله عليه وسلم يدعو. ثم اشتغل nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بالدعاء، في ناحية من نواحي البيت، والنبي صلى الله عليه وسلم في ناحية أخرى، nindex.php?page=showalam&ids=115وبلال قريب منه ، ثم صلى النبي صلى الله عليه وسلم، فرآه nindex.php?page=showalam&ids=115بلال لقربه. ولم يره nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة لبعده ، واشتغاله. وكانت صلاة خفيفة ، فلم يرها nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة ، لإغلاق الباب ، مع بعده واشتغاله بالدعاء. وجاز له نفيها ، عملا بظنه.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=115بلال ، فحققها فأخبر بها. والله أعلم. انتهى.
[ ص: 419 ] قلت ذهب جماعة ، من أهل العلم إلى: أن دخول الكعبة مستحب. ويدل على ذلك: ما أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ، من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: nindex.php?page=hadith&LINKID=886375 (من دخل البيت ، دخل في جنة ، وخرج مغفورا له) . وفي إسناده: عبد الله بن المؤمل. وهو ضعيف.
ومحل استحبابه ، ما لم يؤذ أحدا بدخوله.
ويدل على الاستحباب أيضا: حديث nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد ، عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي. ولفظه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=669127 (دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت ، فجلس: فحمد الله وأثنى عليه. وكبر وهلل. ثم قام إلى ما بين يديه من البيت ، فوضع صدره عليه ، وخده ويديه ، ثم هلل وكبر ودعا. ثم فعل ذلك بالأركان كلها. ثم خرج ، فأقبل على القبلة ، وهو على الباب ، فقال: " هذه القبلة. هذه القبلة". مرتين أو ثلاثا) .
وحديث عبد الرحمن بن صفوان:
قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=673545 (لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، انطلقت فوافقته قد خرج من الكعبة ، وأصحابه قد استلموا البيت: من الباب إلى الحطيم ، وقد وضعوا خدودهم على البيت ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وسطهم) . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود.
وفي هذين الحديثين: من الفوائد ، ما يكثر ويطول.
[ ص: 420 ] ومن دخلها ، ينبغي له: أن يفعل ما في هذين الحديثين: من الأفعال المأثورة المسنونة. ولا يزيد عليها ، ولا ينقص منها.
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=25 (عائشة) ، الذي سبقت الإشارة إليه: nindex.php?page=hadith&LINKID=673438 (وددت أني لم أكن فعلت إلخ) : دليل على أن دخول الكعبة ، ليس من مناسك الحج. وهو مذهب الجمهور.
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي ، عن بعض العلماء ، أن دخولها: من المناسك. والحديث يرد عليه.