الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1989 باب في ليلة القدر، وتحريها في العشر الأواخر من رمضان

                                                                                                                              وأورده النووي في: ( باب فضل ليلة القدر، والحث على طلبها إلخ )

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 59 ج 8 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عقبة (وهو ابن حريث )، قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التمسوها في العشر الأواخر (يعني: ليلة القدر ). فإن ضعف أحدكم أو عجز، فلا يغلبن على السبع البواقي. " ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن ابن عمر رضي الله عنهما ؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " التمسوها في العشر الأواخر " - يعني ليلة القدر - ).

                                                                                                                              سميت بها، لما يكتب فيها للملائكة: من الأقدار والأرزاق والآجال، التي تكون في تلك السنة.

                                                                                                                              كقوله تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم . وقوله تعالى: تنـزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر .

                                                                                                                              ومعناه: يظهر للملائكة ما سيكون فيها. ويأمرهم بفعل ما هو من وظيفتهم. وكل ذلك مما سبق في علم الله تعالى به، وتقديره له.

                                                                                                                              [ ص: 178 ] وقيل: سميت بذلك، لعظم قدرها وشرفها.

                                                                                                                              وأجمع من يعتد به، على وجودها ودوامها، إلى آخر الدهر للأحاديث الصحيحة المشهورة.

                                                                                                                              ( " فإن ضعف أحدكم، أو عجز، فلا يغلبن على السبع البواقي" )

                                                                                                                              وفي بعض النسخ: ( عن السبع )، بدل (على ).

                                                                                                                              قال النووي : وكلاهما صحيح.

                                                                                                                              وفي الباب: روايات في صحيح مسلم، بطرق وألفاظ.

                                                                                                                              منها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر. فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر ".

                                                                                                                              وفي رواية: "تحروا ليلة القدر، في السبع الأواخر".

                                                                                                                              وفي أخرى: " فالتمسوها في العشر الغوابر ".

                                                                                                                              وفي أخرى: "من كان ملتمسها، فليلتمسها في العشر الأواخر ".

                                                                                                                              وفي أخرى: "تحينوا ليلة القدر في العشر الأواخر. أو قال: " في التسع الأواخر ".

                                                                                                                              [ ص: 179 ] في هذه كلها: دلالة واضحة على وجودها. ولو لم يكن كذلك، لم يأمر بالتماسها. ولم يقل: "تحينوا " أي: اطلبوا "حينها ". وهو زمانها.




                                                                                                                              الخدمات العلمية