قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا الموازين جمع ميزان . فقيل : إنه يدل بظاهره على أن لكل مكلف ميزانا توزن به أعماله ، فتوضع الحسنات في كفة ، والسيئات في كفة . وقيل : يجوز أن يكون هناك موازين للعامل الواحد ، يوزن بكل ميزان منها صنف من أعماله ؛ كما قال :
ملك تقوم الحادثات لعدله فلكل حادثة لها ميزان
ويمكن أن يكون ميزانا واحدا عبر عنه بلفظ الجمع . وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15113اللالكائي الحافظ أبو القاسم في سننه عن
أنس يرفعه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=863912إن ملكا موكلا بالميزان فيؤتى بابن آدم فيوقف بين كفتي [ ص: 202 ] الميزان فإن رجح نادى الملك بصوت يسمع الخلائق : سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا وإن خف نادى الملك : شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا . وخرج عن
حذيفة - رضي الله عنه - قال : صاحب الميزان يوم القيامة
جبريل - عليه السلام - وقيل : للميزان كفتان وخيوط ولسان والشاهين ؛ فالجمع يرجع إليها . وقال
مجاهد وقتادة والضحاك :
nindex.php?page=treesubj&link=28770ذكر الميزان مثل وليس ثم ميزان وإنما هو العدل . والذي وردت به الأخبار وعليه السواد الأعظم القول الأول . وقد مضى في ( الأعراف ) بيان هذا ، وفي ( الكهف ) أيضا . وقد ذكرناه في كتاب ( التذكرة ) مستوفى والحمد لله . والقسط العدل أي ليس فيها بخس ولا ظلم كما يكون في وزن الدنيا . والقسط صفة الموازين ووحد لأنه مصدر ؛ يقال : ميزان قسط ، وميزانان قسط ، وموازين قسط . مثل رجال عدل ورضا . وقرأت فرقة ( القصط ) بالصاد . ليوم القيامة أي لأهل يوم القيامة . وقيل : المعنى في يوم القيامة .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47فلا تظلم نفس شيئا أي لا ينقص من إحسان محسن ولا يزاد في إساءة مسيء .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وإن كان مثقال حبة من خردل قرأ
نافع وشيبة وأبو جعفر ( مثقال حبة ) بالرفع هنا ؛ وفي ( لقمان ) على معنى إن وقع أو حضر ؛ فتكون كان تامة ولا تحتاج إلى خبر . الباقون مثقال بالنصب على معنى وإن كان العمل أو ذلك الشيء مثقال . ومثقال الشيء ميزانه من مثله .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47أتينا بها مقصورة الألف قراءة الجمهور أي أحضرناها وجئنا بها للمجازاة عليها ولها . يجاء بها أي بالحجة ولو قال به أي بالمثقال لجاز . وقيل : مثقال الحبة ليس شيئا غير الحبة فلهذا قال : أتينا بها . وقرأ
مجاهد وعكرمة ( آتينا ) بالمد على معنى جازينا بها . يقال آتى يؤاتي مؤاتاة .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وكفى بنا حاسبين أي محاسبين على ما قدموه من خير وشر . وقيل : حاسبين إذ لا أحد أسرع حسابا منا . والحساب العد . روى
الترمذي عن
عائشة - رضي الله عنها - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832130أن رجلا قعد بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم ؟ قال : يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك ، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك ، وإن كان عقابك فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل ، قال : فتنحى الرجل فجعل يبكي ويهتف . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما تقرأ كتاب الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا فقال الرجل : والله يا رسول الله ما أجد لي ولهؤلاء شيئا خيرا من مفارقتهم ، أشهدك أنهم أحرار كلهم . قال حديث غريب .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا الْمَوَازِينُ جَمْعُ مِيزَانٍ . فَقِيلَ : إِنَّهُ يَدُلُّ بِظَاهِرِهِ عَلَى أَنَّ لِكُلِّ مُكَلَّفٍ مِيزَانًا تُوزَنُ بِهِ أَعْمَالُهُ ، فَتُوضَعُ الْحَسَنَاتُ فِي كِفَّةٍ ، وَالسَّيِّئَاتُ فِي كِفَّةٍ . وَقِيلَ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ مَوَازِينُ لِلْعَامِلِ الْوَاحِدِ ، يُوزَنُ بِكُلِّ مِيزَانٍ مِنْهَا صِنْفٌ مِنْ أَعْمَالِهِ ؛ كَمَا قَالَ :
مَلِكٌ تَقُومُ الْحَادِثَاتُ لِعَدْلِهِ فَلِكُلِّ حَادِثَةٍ لَهَا مِيزَانُ
وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مِيزَانًا وَاحِدًا عَبَّرَ عَنْهُ بِلَفْظِ الْجَمْعِ . وَخَرَّجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15113اللَّالْكَائِيُّ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ فِي سُنَنِهِ عَنْ
أَنَسٍ يَرْفَعُهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=863912إِنَّ مَلَكًا مُوَكَّلًا بِالْمِيزَانِ فَيُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ فَيُوقَفُ بَيْنَ كِفَّتَيْ [ ص: 202 ] الْمِيزَانِ فَإِنْ رَجَحَ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلَائِقَ : سَعِدَ فُلَانٌ سَعَادَةً لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا وَإِنْ خَفَّ نَادَى الْمَلَكُ : شَقِيَ فُلَانٌ شَقَاوَةً لَا يَسْعَدُ بَعْدَهَا أَبَدًا . وَخَرَّجَ عَنْ
حُذَيْفَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : صَاحِبُ الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَقِيلَ : لِلْمِيزَانِ كِفَّتَانِ وَخُيُوطٌ وَلِسَانٌ وَالشَّاهَيْنِ ؛ فَالْجَمْعُ يَرْجِعُ إِلَيْهَا . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28770ذِكْرُ الْمِيزَانِ مَثَلٌ وَلَيْسَ ثَمَّ مِيزَانٌ وَإِنَّمَا هُوَ الْعَدْلُ . وَالَّذِي وَرَدَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ وَعَلَيْهِ السَّوَادُ الْأَعْظَمُ الْقَوْلُ الْأَوَّلُ . وَقَدْ مَضَى فِي ( الْأَعْرَافِ ) بَيَانُ هَذَا ، وَفِي ( الْكَهْفِ ) أَيْضًا . وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِ ( التَّذْكِرَةِ ) مُسْتَوْفًى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ . وَالْقِسْطُ الْعَدْلُ أَيْ لَيْسَ فِيهَا بَخْسٌ وَلَا ظُلْمٌ كَمَا يَكُونُ فِي وَزْنِ الدُّنْيَا . وَالْقِسْطُ صِفَةُ الْمَوَازِينِ وَوُحِّدَ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ ؛ يُقَالُ : مِيزَانُ قِسْطٍ ، وَمِيزَانَانِ قِسْطٌ ، وَمَوَازِينُ قِسْطٌ . مِثْلَ رِجَالٌ عَدْلٌ وَرِضًا . وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ ( الْقِصْطَ ) بِالصَّادِ . لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ أَيْ لِأَهْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا أَيْ لَا يُنْقَصُ مِنْ إِحْسَانِ مُحْسِنٍ وَلَا يُزَادُ فِي إِسَاءَةِ مُسِيءٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ قَرَأَ
نَافِعٌ وَشَيْبَةُ وَأَبُو جَعْفَرٍ ( مِثْقَالُ حَبَّةٍ ) بِالرَّفْعِ هُنَا ؛ وَفِي ( لُقْمَانَ ) عَلَى مَعْنَى إِنْ وَقَعَ أَوْ حَضَرَ ؛ فَتَكُونُ كَانَ تَامَّةً وَلَا تَحْتَاجُ إِلَى خَبَرٍ . الْبَاقُونَ مِثْقَالَ بِالنَّصْبِ عَلَى مَعْنَى وَإِنْ كَانَ الْعَمَلُ أَوْ ذَلِكَ الشَّيْءُ مِثْقَالَ . وَمِثْقَالُ الشَّيْءِ مِيزَانُهُ مِنْ مِثْلِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47أَتَيْنَا بِهَا مَقْصُورَةَ الْأَلِفِ قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ أَيْ أَحْضَرْنَاهَا وَجِئْنَا بِهَا لِلْمُجَازَاةِ عَلَيْهَا وَلَهَا . يُجَاءُ بِهَا أَيْ بِالْحُجَّةِ وَلَوْ قَالَ بِهِ أَيْ بِالْمِثْقَالِ لَجَازَ . وَقِيلَ : مِثْقَالُ الْحَبَّةِ لَيْسَ شَيْئًا غَيْرَ الْحَبَّةِ فَلِهَذَا قَالَ : أَتَيْنَا بِهَا . وَقَرَأَ
مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ ( آتَيْنَا ) بِالْمَدِّ عَلَى مَعْنَى جَازَيْنَا بِهَا . يُقَالُ آتَى يُؤَاتِي مُؤَاتَاةً .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ أَيْ مُحَاسِبِينَ عَلَى مَا قَدَّمُوهُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ . وَقِيلَ : حَاسِبِينَ إِذْ لَا أَحَدَ أَسْرَعُ حِسَابًا مِنَّا . وَالْحِسَابُ الْعَدُّ . رَوَى
التِّرْمِذِيُّ عَنْ
عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832130أَنَّ رَجُلًا قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ يَكْذِبُونَنِي وَيَخُونُونَنِي وَيَعْصُونَنِي وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ ؟ قَالَ : يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَّبُوكَ وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلًا لَكَ ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ فَوْقَ ذُنُوبِهِمُ اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الْفَضْلُ ، قَالَ : فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَهْتِفُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا فَقَالَ الرَّجُلُ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلِهَؤُلَاءِ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ ، أُشْهِدُكَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ . قَالَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ .