الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4225 حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا عاصم بن كليب عن أبي بردة عن علي رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهداية هداية الطريق واذكر بالسداد تسديدك السهم قال ونهاني أن أضع الخاتم في هذه أو في هذه للسبابة والوسطى شك عاصم ونهاني عن القسية والميثرة قال أبو بردة فقلنا لعلي ما القسية قال ثياب تأتينا من الشام أو من مصر مضلعة فيها أمثال الأترج قال والميثرة شيء كانت تصنعه النساء لبعولتهن

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( واذكر بالهداية هداية الطريق ) : معناه أن سالك الطريق في الفلاة إنما يؤم سمت الطريق ولا يكاد يفارق الجادة ولا يعدل عنها يمنة ويسرة خوفا من الضلال ، وبذلك يصيب الهداية وينال السلامة ، يقول إذا سألت الله الهدى فأحضر بقلبك هداية الطريق وسل الهداية والاستقامة كما تتحراه في هداية الطريق إذا سلكتها ( واذكر بالسداد تسديدك السهم ) : معناه أن الرامي إذا رمى غرضا سدد بالسهم نحو الغرض ، ولم يعدل عنه يمينا ولا شمالا ليصيب الرمية فلا يطيش سهمه ولا يخفق سعيه

                                                                      يقول : فأحضر هذا المعنى بقلبك حتى تسأل الله السداد ليكون ما تنويه من ذلك على مشاكلة ما تستعمله من الرمي . كذا في معالم السنن للخطابي رحمه الله ( أن أضع الخاتم ) وفي رواية لمسلم : أن أتختم ( شك عاصم ) : ولمسلم : لم يدر عاصم في أي الثنتين ( عن القسية ) بفتح القاف وتشديد المهملة بعدها ياء نسبة ( والميثرة ) : بكسر الميم وسكون التحتانية وفتح المثلثة بعدها راء ( مضلعة ) [ ص: 223 ] : أي فيها خطوط عريضة كالأضلاع ( فيها أمثال الأترج ) : أي أن الأضلاع التي فيها غليظة معوجة وقد تقدم الكلام على القسية والميثرة

                                                                      . والحديث يدل على كراهة جعل الخاتم في السبابة والوسطى .

                                                                      قال القاري ناقلا عن ميرك : لم يثبت في الإبهام والبنصر رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم فيثبت ندبه في الخنصر وإليه جنح الشافعية والحنفية . انتهى .

                                                                      قال النووي : أجمع المسلمون على أن السنة جعل خاتم الرجل في الخنصر ، وأما المرأة فلها التختم في الأصابع كلها . انتهى .

                                                                      قال المنذري : أخرج البخاري قول أبي بردة إلى آخره تعليقا ، وأخرج مسلم من حديث وضع الخاتم وما بعده في اللباس ، وحديث الدعاء في الدعوات ، وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه مختصرا .




                                                                      الخدمات العلمية