الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4342 حدثنا القعنبي أن عبد العزيز بن أبي حازم حدثهم عن أبيه عن عمارة بن عمرو عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كيف بكم وبزمان أو يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة تبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه فقالوا وكيف بنا يا رسول الله قال تأخذون ما تعرفون وتذرون ما تنكرون وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم قال أبو داود هكذا روي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( أو يوشك أن يأتي زمان ) : شك من الراوي ( يغربل الناس ) : أي يذهب خيارهم ويبقي أراذلهم كأنه نقى بالغربال كما في المجمع ( فيه ) : أي في ذلك الزمان ( غربلة ) : مفعول مطلق ( تبقى حثالة ) : بمثلثة كغرابة ( من الناس ) : أي أرذالهم قاله السيوطي .

                                                                      وفي المرقاة للقاري بضم الحاء وبالثاء المثلثة وهي ما سقط من قشر الشعير والأرز والتمر والرديء من كل شيء ( قد مرجت ) : أي اختلطت وفسدت .

                                                                      قال القاري بفتح الميم وكسر الراء أي فسدت ( عهودهم وأماناتهم ) : أي لا يكون أمرهم مستقيما بل يكون كل واحد في كل لحظة على طبع وعلى عهد ينقضون العهود ويخونون الأمانات

                                                                      ( واختلفوا فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه ) : أي يمزج بعضهم ببعض وتلبس أمر دينهم فلا يعرف الأمين من الخائن ولا البر من الفاجر كذا في المجمع ( فقالوا كيف بنا يا رسول الله ) : أي فما نفعل عند ذلك وبم تأمرنا ( ما تعرفون ) : أي ما تعرفون كونه حقا ( وتذرون ) : أي تتركون ( ما تنكرون ) : أي ما تنكرون أنه حق .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي .




                                                                      الخدمات العلمية