الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4343 حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا الفضل بن دكين حدثنا يونس بن أبي إسحق عن هلال بن خباب أبي العلاء قال حدثني عكرمة حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة فقال إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه قال فقمت إليه فقلت كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك قال الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( عن هلال بن خباب ) : بمعجمة وموحدتين ( مرجت عهودهم ) : تقدم [ ص: 388 ] شرحه في الحديث السابق ( وخفت ) : بتشديد الفاء أي قلت ( واملك ) : أمر من الإملاك بمعنى الشد والإحكام أي أمسك ( عليك لسانك ) : ولا تتكلم في أحوال الناس كيلا يؤذوك ( وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة ) : أي الزم أمر نفسك واحفظ دينك واترك الناس ولا تتبعهم ، وهذا رخصة في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كثر الأشرار وضعف الأخيار .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي وفي إسناده هلال بن حباب أبو العلاء وثقه الإمام أحمد ويحيى بن معين . وقال أبو حاتم الرازي : ثقة صدوق وكان يقال تغير قبل موته من كبر السن . وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد وقال أبو جعفر العقيل : كوفي في حديثه وهم وتغير بآخره وذكر له هذا الحديث وحباب بفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة وبعد الألف باء أخرى . انتهى كلام المنذري .




                                                                      الخدمات العلمية