الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4402 حدثنا هناد عن أبي الأحوص ح و حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير المعنى عن عطاء بن السائب عن أبي ظبيان قال هناد الجنبي قال أتي عمر بامرأة قد فجرت فأمر برجمها فمر علي رضي الله عنه فأخذها فخلى سبيلها فأخبر عمر قال ادعوا لي عليا فجاء علي رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المعتوه حتى يبرأ وإن هذه معتوهة بني فلان لعل الذي أتاها وهي في بلائها قال فقال عمر لا أدري فقال علي عليه السلام وأنا لا أدري

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( قال هناد الجنبي ) : أي زاد هناد في روايته بعد أبي ظبيان لفظ الجنبي بأن قال عن أبي ظبيان الجنبي ، وأما عثمان بن أبي شيبة فلم يزد في روايته هذا اللفظ وهو بفتح جيم وسكون نون وبموحدة منسوب إلى جنب بن صعب ( قد فجرت ) : أي زنت ( فأخذها ) : أي أخذ علي المجنونة ( فخلى سبيلها ) : أي أطلقها ( وعن المعتوه ) : هو المجنون المصاب بعقله قاله في المجمع ( لعل الذي أتاها ) : أي زناها ( وهي في بلائها ) : أي في جنونها الجملة حالية ( فقال عمر لا أدري ) : أي إتيانه في حالة جنونها ( فقال علي رضي الله عنه وأنا لا أدري ) : أي إتيانه في حالة عدم جنونها ولعل المرأة المجنونة لم يصاحبها الجنون دائما بل أصابها مرة وتفيق مرة ، فلذا قال عمر رضي الله عنه لا أدري إتيانه في حالة جنونها فأجاب عنه علي رضي الله عنه وأنا لا أدري إتيانه في حالة عدم جنونها . والحاصل أن الحال مشتبهة والحدود تدرأ بالشبهات .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي وفي إسناده عطاء بن السائب ، قال أيوب هو ثقة ، وقال يحيى بن معين لا يحتج به ، له حديث مقرون بأبي بشر جعفر بن أبي وحشية وقال [ ص: 61 ] يحيى بن معين لا يحتج بحديثه وقال الإمام أحمد من سمع منه قديما فهو صحيح ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيء ، ووافق الإمام أحمد على هذا ابن معين ، وسمع منه قديما شعبة وسفيان ، وسمع منه حديثا جرير بن عبد الحميد وغيره . وهذا الحديث من رواية جرير عنه ، وأخرجه النسائي من حديث أبي حصين عثمان بن عاصم الأسدي عن أبي ظبيان عن علي قوله وقال وهذا أولى بالصواب من حديث عطاء بن السائب . وأبو حصين أثبت من عطاء بن السائب انتهى كلام المنذري .




                                                                      الخدمات العلمية