الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4955 حدثنا الربيع بن نافع عن يزيد يعني ابن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده شريح عن أبيه هانئ أنه لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله هو الحكم وإليه الحكم فلم تكنى أبا الحكم فقال إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحسن هذا فما لك من الولد قال لي شريح ومسلم وعبد الله قال فمن أكبرهم قلت شريح قال فأنت أبو شريح قال أبو داود شريح هذا هو الذي كسر السلسلة وهو ممن دخل تستر قال أبو داود وبلغني أن شريحا كسر باب تستر وذلك أنه دخل من سرب

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( شريح ) : بالتصغير ( هانيء ) : بكسر النون بعدها همزة ( وفد ) : أي جاء ( سمعهم ) : أي سمع صلى الله عليه وسلم قوم هانيء ( يكنونه ) : بتشديد النون مع ضم أوله وتخفيف مع فتح [ ص: 242 ] أوله ( بأبي الحكم ) : بفتحتين بمعنى الحاكم ( فدعاه ) أي هانئا ( إن الله هو الحكم وإليه الحكم ) : أي منه يبتدأ الحكم وإليه ينتهي الحكم ، وفي إطلاق أبي الحكم على غيره يوهم الاشتراك في وصفه على الجملة وإن لم يطلق عليه سبحانه أبو الحكم كذا في المرقاة .

                                                                      وفي شرح السنة : الحكم هو الحاكم الذي إذا حكم لا يرد حكمه ، وهذه الصفة لا تليق بغير الله تعالى ومن أسمائه الحكم ( فقال إن قومي ) : استئناف تعليل ( ما أحسن هذا ) : أي الذي ذكرته من وجه التكنية وأتى بصيغة التعجب مبالغة في حسنه لكن لما كان فيه من الإيهام ما سبق أراد تحويل كنيته إلى ما يناسبه فقال فما لك إلخ ( فأنت أبو شريح ) : أي رعاية للأكبر سنا ، وفيه أن الأولى أن يكنى الرجل بأكبر بنيه .

                                                                      قال القاري : فصار ببركته صلى الله عليه وسلم أكبر رتبة وأكثر فضلا ، فإنه من أجلة أصحاب علي رضي الله عنه ، وكان مفتيا في زمن الصحابة ويرد على بعضهم ، وقد ولاه علي - رضي الله عنه - قاضيا وخالفه في قبول شهادة الحسن له . والقضية مشهورة . انتهى .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي .




                                                                      الخدمات العلمية