قال : ( ويرفع يديه ) لقوله عليه السلام " { لا ترفع الأيدي إلا في سبعة [ ص: 116 ] مواطن } ، وذكر من جملتها " . قال : ( واستلمه إن استطاع من غير أن يؤذي مسلما ) لما روي { استلام الحجر الحجر الأسود ووضع شفتيه عليه وقال رضي الله عنه إنك رجل أيد تؤذي الضعيف فلا تزاحم الناس على الحجر ولكن إن وجدت فرجة فاستلمه وإن لا فاستقبله وهلل وكبر لعمر }ولأن الاستلام سنة والتحرز [ ص: 118 ] عن أذى المسلم واجب . قال : ( وإن أمكنه أن يمس الحجر بشيء في يده ) كالعرجون وغيره ( ثم قبل ذلك فعل ) لما روي { أن النبي [ ص: 117 ] عليه الصلاة والسلام قبل أنه عليه الصلاة والسلام طاف على راحلته واستلم الأركان بمحجنه }وإن لم يستطع شيئا من ذلك استقبله وكبر وهلل وحمد الله [ ص: 119 ] وصلى على النبي عليه الصلاة والسلام .
التالي
السابق
الحديث الخامس عشر : قال عليه الصلاة والسلام { }وذكر من جملتها استلام لا ترفع الأيدي إلا في سبع [ ص: 116 ] مواطن الحجر ، قلت : تقدم الحديث في صفة الصلاة ، وليس فيه استلام الحجر .
الحديث السادس عشر : روي { الحجر الأسود ، ووضع شفتيه عليه } ، قلت : أخرجه بهذا اللفظ أنه عليه السلام قبل في " سننه " عن ابن ماجه محمد بن عون عن عن نافع ، قال : { ابن عمر الحجر ، ثم وضع شفتيه عليه ، فبكى طويلا ، ثم التفت ، فإذا هو يبكي ، فقال : يا بعمر بن الخطاب هاهنا تسكب العيون عمر }انتهى . استقبل النبي عليه السلام
ورواه في " المستدرك " ، وقال : حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، ولم يتعقبه الحاكم الذهبي في " مختصره " ، ولكنه في " ميزانه " أعله بمحمد بن عون ، ونقل عن أنه قال : هو منكر الحديث انتهى . البخاري
ورواه ، العقيلي وابن عدي في " كتابيهما " ، وأسند ابن عدي تضعيف ابن عون عن ، البخاري ، والنسائي وابن معين ، وقال في " كتاب الضعفاء " : هو قليل الرواية ، ولا يحتج به إلا إذا وافق الثقات انتهى . ابن حبان
وقال في " الإمام " : ومحمد بن عون هذا هو الخراساني ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال ، البخاري والرازي : منكر الحديث ، وقال ، النسائي والأزدي : متروك الحديث انتهى .
والحديث رواه الأئمة الستة في " كتبهم " ليس فيه ذكر الشفتين ، أخرجوه عن أنه جاء إلى عمر بن الخطاب الحجر فقبله ، وقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك انتهى .
ورواه في " المستدرك " بزيادة فيه ، أخرجه عن الحاكم أبي هارون العبدي ، واسمه : عمارة بن جوين عن ، قال : حججنا مع أبي سعيد الخدري أول حجة حجها من إمارته ، فلما دخل عمر بن الخطاب المسجد الحرام أتى الحجر فقبله ، واستلمه ، وقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ، فقال له : بلى يا أمير المؤمنين إنه ليضر وينفع ، ولو علمت تأويل ذلك من كتاب الله لعلمت أنه كما أقول ، قال الله تعالى : { علي بن أبي طالب وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى }فلما أقروا أنه الرب عز وجل ، [ ص: 117 ] وأنهم العبيد كتب ميثاقهم في رق ، ثم ألقمه في هذا الحجر ، وأنه يبعث يوم القيامة ، وله عينان ولسانان وشفتان ، يشهد لمن وافاه بالموافاة ، فهو أمين الله في هذا الكتاب ، فقال له : لا أبقاني الله بأرض لست فيها يا عمر بن الخطاب أبا الحسن انتهى .
وقال : ليس هذا الحديث على شرط الشيخين ، فإنهما لم يحتجا بأبي هارون العبدي انتهى . قال الذهبي في " مختصره " : وأبو هارون العبدي ساقط انتهى .
{ حديث آخر } : أخرجه في " صحيحه " { البخاري أنه سئل عن استلام ابن عمر الحجر ، فقال : رأيته عليه السلام يستلمه ويقبله }انتهى . عن
{ حديث آخر } : روى في " مسنده " في آخر مسند ابن أبي شيبة أبي بكر بسنده عن عن رجل رأى { عيسى بن طلحة النبي صلى الله عليه وسلم وقف عند الحجر ، فقال : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ثم قبله ، قال : ثم حج أبو بكر فوقف عند الحجر ، فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك }انتهى .
وهذا متن غريب ، وتراجع بقية إسناده .
الحديث السابع عشر : روي { : إنك رجل أيد تؤذي الضعيف ، فلا تزاحم الناس على لعمر الحجر ، ولكن إن وجدت فرجة فاستلمه ، وإلا فاستقبله ، وكبر وهلل } ، قلت : رواه أن النبي عليه السلام قال ، أحمد ، والشافعي ، وإسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي ، كلهم عن سفيان عن أبي يعفور العبدي واسمه : وقدان ، قال : سمعت شيخنا بمكة في إمارة يحدث { الحجاج أن النبي عليه السلام ، قال له : إنك رجل قوي ، لا تزاحم الناس على عمر بن الخطاب الحجر ، فتؤذي الضعيف ، إن وجدت خلوة فاستلمه ، وإلا فاستقبله ، وكبر وهلل } ، ورواه عن في " مصنفه " أخبرنا عبد الرزاق السفيانان عن [ ص: 118 ] به ، ورواه أبي يعفور في " مصنفه " ثنا ابن أبي شيبة عن أبو الأحوص به ، قال أبي يعفور في " كتاب العلل " : قال الدارقطني : ذكروا أن هذا الشيخ هو ابن عيينة عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث انتهى .
الحديث الثامن عشر : روي { أنه عليه السلام طاف على راحلته ، واستلم الأركان بمحجنه } ، قلت : روي من حديث ، ومن حديث ابن عباس ، ومن حديث جابر ، ومن حديث أبي الطفيل ، ومن حديث صفية بنت شيبة طارق بن أشيم .
فحديث : أخرجه الجماعة إلا ابن عباس الترمذي عن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة { ابن عباس } ، انتهى . أن النبي عليه السلام طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجنه
وحديث أخرجه جابر ، مسلم وأبو داود ، عن والنسائي عن أبي الزبير ، قال : { جابر }انتهى وأخرجه طاف النبي عليه السلام في حجة الوداع على راحلته يستلم الحجر بمحجنه ، لأن يراه الناس ، أو ليشرف وليسألوه ، فإن الناس غشوه عن البخاري ، فذكره إلى قوله : لأن يراه الناس ، ويراجع . جابر
وحديث : أخرجه أبي الطفيل ، مسلم وأبو داود ، عنه ، واسمه : وابن ماجه عامر بن واثلة ، قال : رأيت { }انتهى . النبي عليه السلام يطوف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجن معه ، ويقبل المحجن
وحديث صفية : أخرجه أبو داود عن عن ابن إسحاق محمد بن جعفر بن الزبير عن [ ص: 119 ] عبيد الله بن عبد الله عن ، قالت : { صفية بنت شيبة بمكة عام الفتح طاف على بعير يستلم الركن بمحجن في يده ، قالت : وأنا أنظر إليه }انتهى . لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرج لها وصفية بنت شيبة حديثا في " صحيحه " ، وقيل : ليست بصحابية ، فالحديث مرسل ، حكي ذلك عن البخاري ، النسائي ، وقد ذكرها والبرقاني ، وكذلك ابن السكن في " الصحابة " ، وقيل : لها رؤية ، كما في الحديث . ابن عبد البر
و { حديث آخر } : أخرجه عنها أنها سمعت النبي عليه السلام يخطب عام الفتح ، غير أن هذين الحديثين من رواية ابن ماجه ، وفيه مقال ، واختلف العلماء في العلة المقتضية لطوافه عليه السلام راكبا ، فقيل : لأن يراه الناس ، صرح بذلك في محمد بن إسحاق ، كما تقدم في حديث مسلم ، وأخرجا عن جابر ، قال : قلت أبي الطفيل : أخبرني عن لابن عباس الصفا والمروة راكبا ، أسنة هو ؟ فإن قومك يزعمون أنه سنة ، قال : صدقوا وكذبوا ، قلت : ما قولك : صدقوا وكذبوا ؟ قال : { الطواف بين محمد ، هذا محمد ، حتى خرج العواتق من الخدور ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضرب الناس بين يديه ، فلما كثروا عليه ركب } ، والمشي والسعي أفضل مختصر ، وقيل : كراهية أن يضرب عنه الناس ، ورد ذلك أيضا في " صحيح إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثر عليه الناس ، يقولون : هذا " ، عن مسلم عن أبيه عن هشام بن عروة قالت : { عائشة }انتهى . طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت في حجة الوداع على راحلته يستلم الركن ، كراهية أن يضرب عنه الناس
قال القرطبي : وليس بناجح ، لاحتمال عود الضمير في " عنه " إلى الركن انتهى . قيل : إنه كان به شكاية ، أخرجه أبو داود في " سننه " عن عن يزيد بن أبي زياد عكرمة عن { ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مكة وهو يشتكي ، فطاف على راحلته ، فلما أتى على الركن استلم الركن بمحجن ، فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين }انتهى .
ورواه ، وضعف البيهقي ابن أبي زياد ، وقال : إنه تفرد بقوله : وهو يشتكي لم يوافق عليها انتهى . قلت : [ ص: 120 ] روى في كتاب " الآثار " أخبرنا محمد بن الحسن الشيباني عن أبو حنيفة حماد بن سليمان أنه سعى بين الصفا والمروة مع عكرمة ، فجعل حماد يصعد الصفا ، وعكرمة لا يصعده ، ويصعد حماد المروة ، وعكرمة لا يصعده ، فقال له حماد : يا أبا عبد الله ألا تصعد الصفا والمروة ؟ فقال : هكذا كان طواف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حماد : فلقيت ، فذكرت له ذلك ، فقال : إنما { سعيد بن جبير طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته ، وهو شاك يستلم الأركان بمحجن ، فطاف بالصفا والمروة على راحلته } ، فمن أجل ذلك لم يصعد انتهى .
وهذا مرسل ، وقد أشار في " صحيحه " إلى هذا المعنى ، فقال : " باب المريض يطوف راكبا " ، ثم ذكر حديث البخاري المتقدم ، ثم ذكر حديث { ابن عباس أنها اشتكت ، فقال لها عليه السلام : طوفي من وراء الناس وأنت راكبة ، قالت : فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت أم سلمة } ، ورواه أيضا ، وفي لفظ مسلم ، فقال لها عليه السلام : { للبخاري }انتهى . إذا أقيمت الصلاة للصبح فطوفي على بعيرك ، والناس يصلون ، ففعلت ذلك
وأما حديث طارق بن أشيم : فأخرجه ، أبو القاسم البغوي في " معجميهما " ، وابن قانع في " كتابه " عن والعقيلي محمد بن عبد الرحمن بن قدامة الثقفي ثنا أبو مالك الأشجعي عن أبيه ، قال : { }انتهى . رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف حول البيت ، فإذا ازدحم الناس على الحجر استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحجن بيده
قال البغوي : لا أعلم روى هذا غير محمد بن عبد الرحمن الثقفي ، وأبو مالك الأشجعي اسمه : سعد بن طارق . وأبوه طارق بن أشيم ، سكن الكوفة ، روى عن النبي عليه السلام أحاديث ، انتهى .
وقال : العقيلي محمد بن عبد الرحمن بن قدامة ، قال : فيه نظر ، وقال الشيخ في " الإمام " : وقال شيخنا البخاري : رجال هذا الحديث كلهم ثقات ، خلا المنذري محمد بن عبد الرحمن بن قدامة الثقفي ، فإن ، قال : إن فيه نظرا انتهى . [ ص: 121 ] وأما حديث البخاري : فرواه أم عمارة في " كتاب المغازي " حدثني الواقدي يعقوب بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن الحارث بن عبد الله بن كعب عن { ، قالت : شهدت عمرة القضاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت قد شهدت أم عمارة الحديبية ، فكأني أنظر إلى النبي عليه السلام حتى انتهى إلى البيت ، وهو على راحلته ، آخذ بزمامها ، وقد صف له المسلمون ، فاستلم الركن بمحجنه مضطبعا بثوبه على راحلته وعبد الله بن رواحة } ، مختصر .
ومن أحاديث الباب : ما أخرجه ، البخاري ، واللفظ ومسلم عن لمسلم عن أبي خالد الأحمر عبيد الله عن ، قال : رأيت { نافع يستلم الحجر بيده ، ثم يقبل يده ، وقال : ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ابن عمر }انتهى .
الحديث السادس عشر : روي { الحجر الأسود ، ووضع شفتيه عليه } ، قلت : أخرجه بهذا اللفظ أنه عليه السلام قبل في " سننه " عن ابن ماجه محمد بن عون عن عن نافع ، قال : { ابن عمر الحجر ، ثم وضع شفتيه عليه ، فبكى طويلا ، ثم التفت ، فإذا هو يبكي ، فقال : يا بعمر بن الخطاب هاهنا تسكب العيون عمر }انتهى . استقبل النبي عليه السلام
ورواه في " المستدرك " ، وقال : حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، ولم يتعقبه الحاكم الذهبي في " مختصره " ، ولكنه في " ميزانه " أعله بمحمد بن عون ، ونقل عن أنه قال : هو منكر الحديث انتهى . البخاري
ورواه ، العقيلي وابن عدي في " كتابيهما " ، وأسند ابن عدي تضعيف ابن عون عن ، البخاري ، والنسائي وابن معين ، وقال في " كتاب الضعفاء " : هو قليل الرواية ، ولا يحتج به إلا إذا وافق الثقات انتهى . ابن حبان
وقال في " الإمام " : ومحمد بن عون هذا هو الخراساني ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال ، البخاري والرازي : منكر الحديث ، وقال ، النسائي والأزدي : متروك الحديث انتهى .
والحديث رواه الأئمة الستة في " كتبهم " ليس فيه ذكر الشفتين ، أخرجوه عن أنه جاء إلى عمر بن الخطاب الحجر فقبله ، وقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك انتهى .
ورواه في " المستدرك " بزيادة فيه ، أخرجه عن الحاكم أبي هارون العبدي ، واسمه : عمارة بن جوين عن ، قال : حججنا مع أبي سعيد الخدري أول حجة حجها من إمارته ، فلما دخل عمر بن الخطاب المسجد الحرام أتى الحجر فقبله ، واستلمه ، وقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ، فقال له : بلى يا أمير المؤمنين إنه ليضر وينفع ، ولو علمت تأويل ذلك من كتاب الله لعلمت أنه كما أقول ، قال الله تعالى : { علي بن أبي طالب وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى }فلما أقروا أنه الرب عز وجل ، [ ص: 117 ] وأنهم العبيد كتب ميثاقهم في رق ، ثم ألقمه في هذا الحجر ، وأنه يبعث يوم القيامة ، وله عينان ولسانان وشفتان ، يشهد لمن وافاه بالموافاة ، فهو أمين الله في هذا الكتاب ، فقال له : لا أبقاني الله بأرض لست فيها يا عمر بن الخطاب أبا الحسن انتهى .
وقال : ليس هذا الحديث على شرط الشيخين ، فإنهما لم يحتجا بأبي هارون العبدي انتهى . قال الذهبي في " مختصره " : وأبو هارون العبدي ساقط انتهى .
{ حديث آخر } : أخرجه في " صحيحه " { البخاري أنه سئل عن استلام ابن عمر الحجر ، فقال : رأيته عليه السلام يستلمه ويقبله }انتهى . عن
{ حديث آخر } : روى في " مسنده " في آخر مسند ابن أبي شيبة أبي بكر بسنده عن عن رجل رأى { عيسى بن طلحة النبي صلى الله عليه وسلم وقف عند الحجر ، فقال : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ثم قبله ، قال : ثم حج أبو بكر فوقف عند الحجر ، فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك }انتهى .
وهذا متن غريب ، وتراجع بقية إسناده .
الحديث السابع عشر : روي { : إنك رجل أيد تؤذي الضعيف ، فلا تزاحم الناس على لعمر الحجر ، ولكن إن وجدت فرجة فاستلمه ، وإلا فاستقبله ، وكبر وهلل } ، قلت : رواه أن النبي عليه السلام قال ، أحمد ، والشافعي ، وإسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي ، كلهم عن سفيان عن أبي يعفور العبدي واسمه : وقدان ، قال : سمعت شيخنا بمكة في إمارة يحدث { الحجاج أن النبي عليه السلام ، قال له : إنك رجل قوي ، لا تزاحم الناس على عمر بن الخطاب الحجر ، فتؤذي الضعيف ، إن وجدت خلوة فاستلمه ، وإلا فاستقبله ، وكبر وهلل } ، ورواه عن في " مصنفه " أخبرنا عبد الرزاق السفيانان عن [ ص: 118 ] به ، ورواه أبي يعفور في " مصنفه " ثنا ابن أبي شيبة عن أبو الأحوص به ، قال أبي يعفور في " كتاب العلل " : قال الدارقطني : ذكروا أن هذا الشيخ هو ابن عيينة عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث انتهى .
الحديث الثامن عشر : روي { أنه عليه السلام طاف على راحلته ، واستلم الأركان بمحجنه } ، قلت : روي من حديث ، ومن حديث ابن عباس ، ومن حديث جابر ، ومن حديث أبي الطفيل ، ومن حديث صفية بنت شيبة طارق بن أشيم .
فحديث : أخرجه الجماعة إلا ابن عباس الترمذي عن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة { ابن عباس } ، انتهى . أن النبي عليه السلام طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجنه
وحديث أخرجه جابر ، مسلم وأبو داود ، عن والنسائي عن أبي الزبير ، قال : { جابر }انتهى وأخرجه طاف النبي عليه السلام في حجة الوداع على راحلته يستلم الحجر بمحجنه ، لأن يراه الناس ، أو ليشرف وليسألوه ، فإن الناس غشوه عن البخاري ، فذكره إلى قوله : لأن يراه الناس ، ويراجع . جابر
وحديث : أخرجه أبي الطفيل ، مسلم وأبو داود ، عنه ، واسمه : وابن ماجه عامر بن واثلة ، قال : رأيت { }انتهى . النبي عليه السلام يطوف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجن معه ، ويقبل المحجن
وحديث صفية : أخرجه أبو داود عن عن ابن إسحاق محمد بن جعفر بن الزبير عن [ ص: 119 ] عبيد الله بن عبد الله عن ، قالت : { صفية بنت شيبة بمكة عام الفتح طاف على بعير يستلم الركن بمحجن في يده ، قالت : وأنا أنظر إليه }انتهى . لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرج لها وصفية بنت شيبة حديثا في " صحيحه " ، وقيل : ليست بصحابية ، فالحديث مرسل ، حكي ذلك عن البخاري ، النسائي ، وقد ذكرها والبرقاني ، وكذلك ابن السكن في " الصحابة " ، وقيل : لها رؤية ، كما في الحديث . ابن عبد البر
و { حديث آخر } : أخرجه عنها أنها سمعت النبي عليه السلام يخطب عام الفتح ، غير أن هذين الحديثين من رواية ابن ماجه ، وفيه مقال ، واختلف العلماء في العلة المقتضية لطوافه عليه السلام راكبا ، فقيل : لأن يراه الناس ، صرح بذلك في محمد بن إسحاق ، كما تقدم في حديث مسلم ، وأخرجا عن جابر ، قال : قلت أبي الطفيل : أخبرني عن لابن عباس الصفا والمروة راكبا ، أسنة هو ؟ فإن قومك يزعمون أنه سنة ، قال : صدقوا وكذبوا ، قلت : ما قولك : صدقوا وكذبوا ؟ قال : { الطواف بين محمد ، هذا محمد ، حتى خرج العواتق من الخدور ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضرب الناس بين يديه ، فلما كثروا عليه ركب } ، والمشي والسعي أفضل مختصر ، وقيل : كراهية أن يضرب عنه الناس ، ورد ذلك أيضا في " صحيح إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثر عليه الناس ، يقولون : هذا " ، عن مسلم عن أبيه عن هشام بن عروة قالت : { عائشة }انتهى . طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت في حجة الوداع على راحلته يستلم الركن ، كراهية أن يضرب عنه الناس
قال القرطبي : وليس بناجح ، لاحتمال عود الضمير في " عنه " إلى الركن انتهى . قيل : إنه كان به شكاية ، أخرجه أبو داود في " سننه " عن عن يزيد بن أبي زياد عكرمة عن { ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مكة وهو يشتكي ، فطاف على راحلته ، فلما أتى على الركن استلم الركن بمحجن ، فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين }انتهى .
ورواه ، وضعف البيهقي ابن أبي زياد ، وقال : إنه تفرد بقوله : وهو يشتكي لم يوافق عليها انتهى . قلت : [ ص: 120 ] روى في كتاب " الآثار " أخبرنا محمد بن الحسن الشيباني عن أبو حنيفة حماد بن سليمان أنه سعى بين الصفا والمروة مع عكرمة ، فجعل حماد يصعد الصفا ، وعكرمة لا يصعده ، ويصعد حماد المروة ، وعكرمة لا يصعده ، فقال له حماد : يا أبا عبد الله ألا تصعد الصفا والمروة ؟ فقال : هكذا كان طواف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حماد : فلقيت ، فذكرت له ذلك ، فقال : إنما { سعيد بن جبير طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته ، وهو شاك يستلم الأركان بمحجن ، فطاف بالصفا والمروة على راحلته } ، فمن أجل ذلك لم يصعد انتهى .
وهذا مرسل ، وقد أشار في " صحيحه " إلى هذا المعنى ، فقال : " باب المريض يطوف راكبا " ، ثم ذكر حديث البخاري المتقدم ، ثم ذكر حديث { ابن عباس أنها اشتكت ، فقال لها عليه السلام : طوفي من وراء الناس وأنت راكبة ، قالت : فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت أم سلمة } ، ورواه أيضا ، وفي لفظ مسلم ، فقال لها عليه السلام : { للبخاري }انتهى . إذا أقيمت الصلاة للصبح فطوفي على بعيرك ، والناس يصلون ، ففعلت ذلك
وأما حديث طارق بن أشيم : فأخرجه ، أبو القاسم البغوي في " معجميهما " ، وابن قانع في " كتابه " عن والعقيلي محمد بن عبد الرحمن بن قدامة الثقفي ثنا أبو مالك الأشجعي عن أبيه ، قال : { }انتهى . رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف حول البيت ، فإذا ازدحم الناس على الحجر استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحجن بيده
قال البغوي : لا أعلم روى هذا غير محمد بن عبد الرحمن الثقفي ، وأبو مالك الأشجعي اسمه : سعد بن طارق . وأبوه طارق بن أشيم ، سكن الكوفة ، روى عن النبي عليه السلام أحاديث ، انتهى .
وقال : العقيلي محمد بن عبد الرحمن بن قدامة ، قال : فيه نظر ، وقال الشيخ في " الإمام " : وقال شيخنا البخاري : رجال هذا الحديث كلهم ثقات ، خلا المنذري محمد بن عبد الرحمن بن قدامة الثقفي ، فإن ، قال : إن فيه نظرا انتهى . [ ص: 121 ] وأما حديث البخاري : فرواه أم عمارة في " كتاب المغازي " حدثني الواقدي يعقوب بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن الحارث بن عبد الله بن كعب عن { ، قالت : شهدت عمرة القضاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت قد شهدت أم عمارة الحديبية ، فكأني أنظر إلى النبي عليه السلام حتى انتهى إلى البيت ، وهو على راحلته ، آخذ بزمامها ، وقد صف له المسلمون ، فاستلم الركن بمحجنه مضطبعا بثوبه على راحلته وعبد الله بن رواحة } ، مختصر .
ومن أحاديث الباب : ما أخرجه ، البخاري ، واللفظ ومسلم عن لمسلم عن أبي خالد الأحمر عبيد الله عن ، قال : رأيت { نافع يستلم الحجر بيده ، ثم يقبل يده ، وقال : ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ابن عمر }انتهى .