الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6633 [ ص: 239 ] 43 - باب: المرأة الثائرة الرأس

                                                                                                                                                                                                                              7040 - حدثنا إبراهيم بن المنذر ، حدثني أبو بكر بن أبي أويس ، حدثني سليمان ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم ، عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة ، فأولت أن وباء المدينة نقل إلى مهيعة " . وهي الجحفة . [انظر : 7038 - فتح: 12 \ 426 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              وهذه الرؤيا ليست على وجهها كما قاله المهلب . وهي مما ضرب بها المثل ، فبعض المعبرين يجعل وجه التمثيل في ذلك أن يشتق من اسمها السوء والداء ؛ لأن (اسمها ) يجمع ذلك ، فتأول الشارع خروجها مشخصة ما جمع اسمها ، وقد اختلف في معنى إسكانها الجحفة فقيل : لعدوان أهلها وأذاهم الناس ، وقيل : لأن الجحفة قليلة البشر ، فرأى أن يعافى منها الكثير مع بلية القليل ، وقد أسلفنا أن أهلها كانوا يهودا ، وهي مهيعة -بفتح الميم وإسكان الهاء ، ومنهم من كسرها - غير مصروف .

                                                                                                                                                                                                                              وظاهر إيراد الجوهري صرفه ؛ لأنه نكره وأدخل عليه الألف واللام ، إلا أن يكون أدخلها للتعظيم ، وفيه بعد .

                                                                                                                                                                                                                              والثائر الرأس : هو الشعر الأشعث ، وتأول ثوران رأسها أنها لما كانت الحمى مثيرة للبدن بالاقشعرار وارتفاع الشعر عبر عن حالها في النوم بارتفاع شعر رأسها فكأنه قيل له : الداء الذي يسوء ويثير الشعر يخرج من المدينة . وقيل : إن معنى الاقشعرار : الاستيحاش ، فكذلك هذا الداء تستوحش النفوس منه . وقال ابن أبي طالب العابر : أي [ ص: 240 ] شيء حلت عليه السوداء في أكثر وجوهها فهو مكروه ، فربما دلت على الدنيا الحرام والزوجة الحرام ، فمن وطئها في المنام دخل فيما لا يليق به ، وإما طعاما حراما يأكله ، أو شرابا يشربه (أو ثوبا ) على ذلك النعت يلبسه أو دارا مغصوبة يسكن فيها .

                                                                                                                                                                                                                              فصل :

                                                                                                                                                                                                                              قال صاحب "العين " : الكور : الرحل -يعني : بضم الكاف وسكون الواو - والجمع : أكوار وكيران . وضبط الدمياطي : كورة بضم الكاف وفتح الراء وتنوين التاء




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية