الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
758 791 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14181حفص بن عمر، نا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726سليمان، قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب، قال: رأى nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة رجلا لا يتم الركوع والسجود. قال: nindex.php?page=treesubj&link=1534_1542_1536ما صليت، ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدا صلى الله عليه وسلم عليها .
وقد روي هذا الحديث من رواية عثمان بن الأسود ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وإسناده لا يصح.
والصحيح: أنه من قول nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ، لكنه في حكم المرفوع؛ بذكره فطرة محمد صلى الله عليه وسلم.
والمراد بفطرة محمد شرعه ودينه، ولذلك عاد الضمير في قوله: " عليه " بلفظ التذكير، وفي بعض النسخ: " عليها " ولا إشكال على ذلك.
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من رواية بيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=115بلال ، أنه أبصر رجلا يصلي لا يتم الركوع والسجود، فقال: لو مات هذا لمات على غير ملة عيسى صلى الله عليه وسلم.
وقد روي مرفوعا من وجه آخر بمعناه:
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة ، ثنا الحارث بن يزيد الحضرمي ، [ ص: 51 ] عن البراء بن عثمان الأنصاري ، أن هانئ بن معاوية الصدفي حدثه، قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=697451حججت في زمان nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، فجلست في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا رجل يحدثهم، قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما، فأقبل رجل إلى هذا العمود، فعجل قبل أن يتم صلاته، ثم خرج، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إن هذا لو مات لمات وليس هو من الدين على شيء، إن الرجل ليخفف ويتمها ". فسألت عن الرجل: من هو؟ فقيل: لعله عثمان بن حنيف الأنصاري .
وهذا الإسناد فيه ضعف.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، أنا شيبة بن الأحنف ، أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=13704أبا سلام الأسود يحدث عن أبي صالح الأشعري أنه حدثه عن أبي عبد الله الأشعري ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظر إلى رجل يصلي، لا يتم ركوعه ولا سجوده، ينقر صلاته كما ينقر الغراب، فقال: " إن مثل الذي يصلي ولا يتم ركوعه ولا سجوده كمثل الذي يأكل التمرة والتمرتين لا يغنيان عنه شيئا، فأتموا الركوع والسجود، وويل للأعقاب من النار ".
قال nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح : فقلت لأبي عبد الله الأشعري : من حدثك بهذا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ، كل هؤلاء سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم.
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13890أبو القاسم البغوي في معجمه.
[ ص: 52 ] وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني، وزاد فيه: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لو مات على حالته هذه مات على غير ملة محمد صلى الله عليه وسلم ".
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من هذا الحديث: " ويل للأعقاب من النار " فقط.
وقد دلت هذه الأحاديث على أن nindex.php?page=treesubj&link=1534_32706إتمام الركوع والسجود في الصلاة واجب، وأن تركه محرم، ولولا ذلك لم يكن تاركه خارجا من الدين، بل هو يدل على أن تاركه تارك للصلاة، فإنه لا يخرج من الدين بدون ترك الصلاة، كما في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة ". وفي رواية: " فمن تركها فقد كفر ".
وأما المثل المضروب في هذا الحديث لمن لا يتم ركوعه ولا سجوده ففي غاية الحسن، فإن الصلاة هي قوت قلوب المؤمنين وغذاؤها، بما اشتملت عليه من ذكر الله ومناجاته وقربه، فمن أتم صلاته فقد استوفى غذاء قلبه وروحه، فما دام على ذلك كملت قوته، ودامت صحته وعافيته، ومن لم يتم صلاته فلم يستوف قلبه وروحه قوتها وغذاءها، فجاع قلبه وضعف، وربما مرض أو مات لفقد غذائه، كما يمرض الجسد ويسقم إذا لم يكمل تناول غذائه وقوته الملائم له.