الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2392 [ ص: 209 ] باب ما يقول، إذا ركب إلى الحج وغيره

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب استحباب الذكر إذا ركب دابته، متوجها لسفر حج أو غيره . وبيان الأفضل من ذلك الذكر).

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 110 - 111 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ عن ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أن عليا الأزدي أخبره: أن ابن عمر علمهم؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا، ثم قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون}. اللهم! إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى. ومن العمل ما ترضى. اللهم! إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى. ومن العمل ما ترضى. اللهم! هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده. اللهم! أنت الصاحب في السفر. والخليفة في الأهل. اللهم! إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل".

                                                                                                                              وإذا رجع قالهن. وزاد فيهن: "آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون".


                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن علي الأزدي ) أن ابن عمر علمهم، (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [ ص: 210 ] كان إذا استوى على بعيره، خارجا إلى سفر: كبر ثلاثا، ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) أي: مطيقين.

                                                                                                                              ( وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) . أي: ما كنا نطيق قهره واستعماله، لولا تسخير الله تعالى إياه لنا.

                                                                                                                              (اللهم! إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى. اللهم! هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده. اللهم! أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل. اللهم! إني أعوذ بك من وعثاء السفر) بفتح الواو وإسكان العين، وبالثاء وبالمد. هي (المشقة والشدة) .

                                                                                                                              (وكآبة المنظر) بفتح الكاف وبالمد. هي تغير النفس من حزن ونحوه.

                                                                                                                              (وسوء المنقلب) بفتح اللام: المرجع. (في المال والأهل) .

                                                                                                                              قال النووي : وفي هذا الحديث: استحباب هذا الذكر عند ابتداء الأسفار كلها. وقد جاءت فيه أذكار كثيرة، جمعتها في (كتاب الأذكار) . انتهى.

                                                                                                                              (وإذا رجع قالهن، وزاد فيهن: آيبون) . أي: راجعون.

                                                                                                                              [ ص: 211 ] (تائبون، عابدون، لربنا حامدون) .

                                                                                                                              وفي حديث آخر عن أنس رضي الله عنه، عند مسلم : (فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة ).




                                                                                                                              الخدمات العلمية