الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين

                                                                      816 حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن ابن أبي هلال عن معاذ بن عبد الله الجهني أن رجلا من جهينة أخبره أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح إذا زلزلت الأرض في الركعتين كلتيهما فلا أدري أنسي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم قرأ ذلك عمدا [ ص: 25 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 25 ] ( أخبره ) الضمير المستتر راجع إلى الرجل والبارز إلى معاذ ولا يضر الجهل به لأنه صحابي والصحابة كلهم عدول ( أنه ) أي الرجل ( في الركعتين كلتيهما ) تأكيدا لدفع توهم التبعيض . قال ابن الملك : أي قرأ في كل من ركعتيها إذا زلزلت بكمالها ( فلا أدري أنسي ) بهمزة الاستفهام ( أم قرأ ذلك عمدا ) تردد الصحابي في أن إعادة النبي - صلى الله عليه وسلم - للسورة هل كان نسيانا لكون المعتاد من قراءته أن يقرأ في الركعة الثانية غير ما قرأ به في الأولى فلا يكون مشروعا لأمته أو فعله عمدا لبيان الجواز فتكون الإعادة مترددة بين المشروعية وعدمها وإذا دار الأمر بين أن يكون مشروعا أو غير مشروع فحمل فعله - صلى الله عليه وسلم - على المشروعية أولى لأن الأصل في أفعاله التشريع والنسيان على خلاف الأصل . ونظيره ذكره الأصوليون فيما إذا تردد فعله - صلى الله عليه وسلم - بين أن يكون جبليا أو لبيان الشرع والأكثر على التأسي به ذكره الشوكاني . والحديث سكت عنه المؤلف والمنذري . قال في النيل : وليس في إسناده مطعن بل رجاله رجال الصحيح .




                                                                      الخدمات العلمية