( الْمُسَلْسَلُ )
764 - مُسَلْسَلُ الْحَدِيثِ مَا تَوَارَدَا فِيهِ الرُّوَاةُ وَاحِدًا فَوَاحِدَا [ ص: 39 ] 765 - حَالًا لَهُمْ أَوْ وَصْفًا اوْ وَصْفَ سَنَدْ
كَقَوْلِ كُلِّهِمْ سَمِعْتُ فَاتَّحَدْ 766 - وَقَسْمُهُ إِلَى ثَمَانٍ مُثُلُ
وَقَلَّمَا يَسْلَمُ ضَعْفًا يَحْصُلُ 767 - وَمِنْهُ ذُو نَقْصٍ بِقَطْعِ السِّلْسِلَهْ
كَأَوَّلِيَّةٍ وَبَعْضٌ وَصَلَهْ
[
nindex.php?page=treesubj&link=29141مَعْنَى الْمُسَلْسَلِ لُغَةً وَاصْطِلَاحًا وَأَمْثِلَتِهِ ] ( الْمُسَلْسَلُ ) وَهُوَ لُغَةً : اتِّصَالُ الشَّيْءِ بَعْضِهِ بِبَعْضٍ ، وَمِنْهُ سِلْسِلَةُ الْحَدِيدِ . وَ ( مُسَلْسَلُ الْحَدِيثِ ) ، وَهُوَ مِنْ صِفَاتِ الْإِسْنَادِ ، ( مَا تَوَارَدَا فِيهِ الرُّوَاةُ ) لَهُ كُلُّهُمْ ( وَاحِدًا فَوَاحِدَا حَالًا ) ; أَيْ : عَلَى حَالٍ ( لَهُمْ ) ، وَذَلِكَ إِمَّا أَنْ يَكُونَ قَوْلِيًّا لَهُمْ ; كَحَدِيثِ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ
لِمُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930067إِنِّي أُحِبُّكَ ، فَقُلْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ ) الْحَدِيثَ . فَقَدْ تَسَلْسَلَ لَنَا بِقَوْلِ كُلٍّ مِنْ رُوَاتِهِ : ( أَنَا أُحِبُّكَ فَقُلْ ) . وَنَحْوُهُ الْمُسَلْسَلُ بِقَوْلِ : ( رَحِمَ اللَّهُ فُلَانًا ، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا ؟ ! ) . وَبِقَوْلِ : ( قُمْ فَصُبَّ عَلَيَّ حَتَّى أُرِيَكَ وُضُوءَ فُلَانٍ ) .
وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الْحَالُ فِعْلِيًّا ; كَقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=930068شَبَّكَ بِيَدِي أَبُو الْقَاسِمِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ : ( خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ يَوْمَ السَّبْتِ ) الْحَدِيثَ . فَقَدْ تَسَلْسَلَ لَنَا بِتَشْبِيكِ كُلٍّ مِنْ رُوَاتِهِ بِيَدِ مَنْ رَوَاهُ عَنْهُ .
وَنَحْوُهُ الْمُسَلْسَلُ بِوَضْعِ الْيَدِ عَلَى الرَّأْسِ ، وَبِالْأَخْذِ بِيَدِ الطَّالِبِ ، وَبِالْعَدِّ فِي يَدِهِ لِلْخَمْسَةِ ; الَّتِي مِنْهَا الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَالتَّرَحُّمُ ، وَالدُّعَاءُ ، وَبِالْمُصَافَحَةِ ، وَبِرَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ ، وَبِالِاتِّكَاءِ وَبِالْإِطْعَامِ وَالسَّقْيِ وَبِالضِّيَافَةِ بِالْأَسْوَدَيْنِ ; التَّمْرِ وَالْمَاءِ . وَقَدْ يَجِيئَانِ مَعًا ، أَعْنِي الْقَوْلِيَّ وَالْفِعْلِيَّ ، فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ ; كَحَدِيثِ
أَنَسٍ مَرْفُوعًا :
[ ص: 40 ] (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930069لَا يَجِدُ الْعَبْدُ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ ) . قَالَ :
وَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى لِحْيَتِهِ وَقَالَ : ( آمَنْتُ بِالْقَدَرِ ) . فَقَدْ تَسَلْسَلَ لَنَا بِقَبْضِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ رُوَاتِهِ عَلَى لِحْيَتِهِ مَعَ قَوْلِهِ : آمَنْتُ . . . . . إِلَى آخِرِهِ .
( أَوْ وَصْفًا ) ; أَيْ : أَوْ كَانَ التَّوَارُدُ مِنَ الرُّوَاةِ عَلَى وَصْفٍ لَهُمْ ، وَهُوَ أَيْضًا فِعْلِيٌّ ; كَالْمُسَلْسَلِ بِالْقُرَّاءِ وَبِالْحُفَّاظِ وَبِالْفُقَهَاءِ وَبِالنُّحَاةِ وَبِالصُّوفِيَّةِ وَبِالدِّمَشْقِيِّينَ وَبِالْمِصْرِيِّينَ وَنَحْوِ ذَلِكَ ; كَالْمُسَلْسَلِ بِالْمُحَمَّدِينَ ، أَوْ بِمَنْ أَوَّلُ اسْمِهِ عَيْنٌ ، أَوْ بِمَنْ فِي اسْمِهِ أَوِ اسْمِ أَبِيهِ أَوْ نَسَبِهِ أَوْ غَيْرِهِمَا مِمَّا يُضَافُ إِلَيْهِ نُونٌ ، أَوْ بِرِوَايَةِ الْأَبْنَاءِ عَنِ الْآبَاءِ ، أَوْ بِالْمُعَمَّرِينَ ، أَوْ بِعَدَدٍ مَخْصُوصٍ مِنَ الصَّحَابَةِ يَرْوِي بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ ، أَوْ مِنَ التَّابِعِينَ كَذَلِكَ . وَقَوْلِيٌّ ; كَالْمُسَلْسَلِ بِقِرَاءَةِ سُورَةِ الصَّفِّ وَنَحْوِهِ ، لَكِنَّهُ فِي الْوَصْفِيِّ غَالِبًا مُقَارِبٌ ، بَلْ مُمَاثِلٌ لَهُ فِي الْحَالِيِّ .
( اوْ وَصْفَ سَنَدْ ) ; أَيْ : أَوْ كَانَ التَّوَارُدُ مِنَ الرُّوَاةِ عَلَى وَصْفِ سَنَدٍ بِمَا يَرْجِعُ إِلَى التَّحَمُّلِ ; وَذَلِكَ إِمَّا فِي صِيَغِ الْأَدَاءِ ، ( كَقَوْلِ كُلِّهِمْ ) ; أَيْ : الرُّوَاةِ ، ( سَمِعْتُ ) فُلَانًا ، أَوْ ثَنَا ، أَوْ أَنَا ، أَوْ شَهِدْتُ عَلَى فُلَانٍ . ( فَاتَّحَدْ ) مَا وَقَعَ مِنْهَا لِجَمِيعِ الرُّوَاةِ ، فَصَارَ بِذَلِكَ مُسَلْسَلًا . بَلْ جَعَلَ
الْحَاكِمُ مِنْهُ أَنْ تَكُونَ أَلْفَاظُ الْأَدَاءِ مِنْ جَمِيعِ الرُّوَاةِ دَالَّةً عَلَى الِاتِّصَالِ وَإِنِ اخْتَلَفَتْ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : سَمِعْتُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَنَا ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : ثَنَا . وَلَكِنِ الْأَكْثَرُونَ عَلَى اخْتِصَاصِهِ بِالتَّوَارُدِ فِي صِيغَةٍ وَاحِدَةٍ . وَنَحْوُهُ الْحَلِفُ ; كَقَوْلِهِ : ( أَنَا وَاللَّهِ فُلَانٌ ) ، كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابْنُ الصَّلَاحِ ، أَوْ مَا يَلْتَحِقُ بِهِ ; كَقَوْلِهِ : ( صُمَّتْ أُذُنَايَ إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْ فُلَانٍ ) .
وَإِمَّا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِزَمَنِ الرِّوَايَةِ أَوْ بِمَكَانِهِ أَوْ بِتَارِيخِهَا ، فَالْأَوَّلُ : كَالْمُسَلْسَلِ بِالتَّحَمُّلِ يَوْمَ الْعِيدِ ، أَوْ بِقَصِّ الْأَظْفَارِ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ .
وَالثَّانِي : كَالْمُسَلْسَلِ بِإِجَابَةِ الدُّعَاءِ فِي الْمُلْتَزَمِ . وَالثَّالِثُ : كَكَوْنِ
[ ص: 41 ] الرَّاوِي آخِرَ مَنْ يَرْوِي عَنْ شَيْخِهِ ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعٍ لِلتَّسَلْسُلِ كَثِيرَةٍ لَا تَنْحَصِرُ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابْنُ الصَّلَاحِ .