الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في التشديد في الكذب

                                                                      4989 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع أخبرنا الأعمش ح و حدثنا مسدد حدثنا عبد الله بن داود حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا [ ص: 271 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 271 ] " 6211 " ( إياكم والكذب ) : بفتح فكسر أو بكسر فسكون والأول هو الأفصح ، أي احذروا الكذب ( إلى الفجور ) : بضم الفاء أي الميل عن الصدق والحق والانبعاث في المعاصي ( ويتحرى الكذب ) : أي يبالغ ويجتهد فيه ( حتى يكتب عند الله كذابا ) : بصيغة المجهول أي يحكم له بذلك ويستحق الوصف به ( وعليكم بالصدق ) : أي الزموا الصدق وهو الإخبار على وفق ما في الواقع ( فإن الصدق يهدي إلى البر ) : قال النووي : معناه أن الصدق يهدي إلى العمل الصالح الخالص من كل مذموم ، والبر اسم جامع للخير كله ( ليصدق ) : أي في قوله وفعله ( حتى يكتب عند الله صديقا ) : بكسر الصاد وتشديد الدال أي مبالغا في الصدق . ففي القاموس : الصديق من يتكرر منه الصدق حتى يستحق اسم المبالغة في الصدق قاله القاري .

                                                                      قال الخطابي : هذا تأويل قوله سبحانه : إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم انتهى .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي .




                                                                      الخدمات العلمية