الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                160 - وقالوا : الأكل فوق الشبع حرام بقصد الشهوة وإن قصد به التقوي على الصوم أو مؤاكلة الضيف فمستحب

                التالي السابق


                ( 160 ) قوله : وقالوا الأكل فوق الشبع حرام .

                في المبتغى نقلا عن المجتبى : الأكل على مراتب : فرض وهو قدر ما يندفع به الهلاك ويمكن الصلاة معه قائما ومباح وهو قدر ما زاد على قدر الكفاية إلى شبع وحرام ، وهو الأكل فوق الشبع إلا في موضعين أحدهما وهو الأكل بنية الصوم غدا ، والثاني الأكل مع الضيف فوق الشبع لئلا يمسك الضيف عن الأكل حياء ، لأن إساءة القرى مذمومة ولهذا من نزل ضيفا على إنسان فلم يضفه فلا بأس أن يظهر بالشكاية عليه لقوله تعالى { لا يحب الله [ ص: 102 ] الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم } يعني منع منه حقه في القرى .

                ولا يجوز للإنسان الرياضة بتقليل الأكل حتى يضعف عن أداء العبادة لقوله عليه الصلاة والسلام { نفسك مطيتك فأرفق بها } ومن الرفق أن لا يؤذيها ولا يجيعها وقال عليه الصلاة والسلام { المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف } .

                فإن تركوا أكلهم وشربهم فقد عصوا لأن من امتنع عن أكل الميتة عند المخمصة حتى مات يكون عاصيا فما ظنك بمن ترك الحلال حتى مات بالمجاعة بخلاف ما لو مشى بطنه أو رمدت عيناه فلم يعالج حتى مات ( انتهى ) ( قلت ومنه يعلم حرمة ما يفعله بعض جهلة الصوفية من الرياضة بترك الأكل حتى يضعف عن أشغاله وعبادته ويعتقد أن ذلك قربة )




                الخدمات العلمية