الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          معلومات الكتاب

          حول إعادة تشكيل العقل المسلم

          الدكتور / عماد الدين خليل

          [ 4 ]

          أما الحد الثالث للهيكل الحضاري في الرؤية الإسلامية فيتمثل ببرنامج العمل أو " الدين " بعبارة أخرى.. والدين في المنظور الإسلامي هـو " منهاج شامل " للحياة يتحرك " الإنسان " على " أرضية العالم " وفق مقولاته وتوجهاته وخططه وأهدافه، ويمارس " استخلافه " الحضاري للطبيعة التي " سخرت " له وفق تعاليمه ومعطياته.. ودونه يضيع الإنسان ويفقد القدرة على أداء وظيفته المرسومة.. أي -بعبارة أخرى يفقد إمكانية تنفيذ دوره المرسوم في طريق الرقي الصعب الطويل.. وهكذا تلقى آدم منذ لحظة هـبوطه الأولى " كلمات " من ربه لتكون بمثابة الهادي والدليل..

          إن الدين وفق هـذه الرؤية يبدو برنامجا حضاريا.. وهو يكمل [ ص: 104 ] ويناظر ويناسب طرفي المسألة الآخرين: الأرضية والإنسان.

          وما دامت الحياة الدنيا تعني -في المنظور الديني عموما- تجربة اختبار وابتلاء، فمعنى هـذا أنها تتطلب منا عملا وإبداعا متواصلا.. ولكن أي عمل وإبداع يتوجبان على الإنسان في الفرصة التي ستنتهي إلى " أجلها المسمى " ؟.. إنه ليس ارتجالا كيفيا ولا مواقف جزئية مفككة، كما أنه ليس فوضى لا يحدها نظام ولا يسلكها هـدف.. إنما الهدف والإبداع اللذان ينبثقان عن تخطيط مرسوم، وينطلقان من مواقف كلية شاملة ويصدران عن نظام مبرمج إلى غاية داينامية لا حدود لها أبدا تلك هـي " عبادة الله " والتوجه إليه والتلقي عنه وحده..

          التالي السابق


          الخدمات العلمية