الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

تخطيط وعمارة المدن الإسلامية

خالد محمد مصطفى عزب

المسألة السادسة : أن المباني والمصانع -في الملة الإسلامية- قليلة بالنسبة إلى قدرتها، ومن كان قبلها من الأمم، وذلك لأمرين:

أحدهما: ما ذكر عن البربر بعينه، لأن العرب أعرق في البدو، وأبعد عن الصنائع.

الثاني: أنهم كانوا -قبل الإسلام- أجانب من الممالك التي استولوا عليها، ولما تملكوها لم ينفسح الأمر حتى يستوفي رسوم الحضارة، مع أنهم استغنوا بما وجدوا من ذلك لغيرهم.

حاجز دين: قال ابن خلدون : لا خفاء أن الدين -إذ ذاك- كان مانعا لهم من المغالاة في البنيان والإسراف فيه، وقد عهد -لهم عمر رضي الله عنه ، حين استأذنوه في بناء الكوفة بالحجارة، [ ص: 127 ] وقد وقع الحريق في القصب الذي كانوا بنوا به من قبل، فقال: افعلوا ولا يزيدن أحد على ثلاثة أبيات، ولا تطاولوا في البنيان، والزموا السنة تلزمكم الدولة. وعهد للوفود، وتقدم إلى الناس: أن لا يرفعوا بنيانا فوق القدر، قالوا: وما القدر؟ قال: ما لا يقربكم من السرف ولا يخرجكم عن القصد.

التالي السابق


الخدمات العلمية