الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

تخطيط وعمارة المدن الإسلامية

خالد محمد مصطفى عزب

المسألة التاسعة : أن تأثل العقار الكثير لأهل الأمصار لا يكون دفعة، بل بتدرج، وأن مستغلاته لا تفي بحاجة مالكه.

بيان الأول: أن الثروة لا تفي بتملكه ما يخرج من ذلك عن الحد، ولو بلغت في الكثرة ما عسى أن تبلغ، وإنما يحصل على التدريج، إما بالوارثة من آبائه وذوي رحمه، أو بحوالة الأسواق فيه، إذا قلت الغبطة به، وإنما يحصل ويملك بأبخس ثمن لما ينزل بالمصر من العوارض الموجبة لذلك.

بيان الثاني: أن الحاجة إلى التوسع في عوائد الترف، لا تحصل لمالك العقار من مستغلاته فقط، لأنها -في الغالب- إنما هـي لسد الخلة وضرورة المعاش فحسب، قال ابن خلدون والذي سمعناه من مشيخة البلدان أن القصد باقتناء العقار والضياع إنما هـو الخشية على من يترك خلفه من الذرية الضعاف، ليتمسكوا بفوائدها ماداموا عاجزين عن الاكتساب، فإذا اقتدروا عليه سعوا فيه لأنفسهم، وربما يكون منهم العاجز عن الكسب، لضعف في بدنه، أو آفة في عقله المعاشي، فيكون ذلك العقار قواما لحاله، وهذا قصد المترفين في اقتنائه.. وأما المتمول منه وإجراء أحوال الترف عليه، فلا. [ ص: 130 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية