الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الترويح وعوامل الانحراف (رؤية شرعية)

عبد الله بن ناصر السدحان

أولا: ضوابط تتعلق بالنشاط الترويحي ذاته قبل ممارسة النشاط الترويحي لا بد من التعرف على الحكم الشرعي فيه، إذ توجد بعض الأنشطة الترويحية محرمة في الإسلام ابتداء، ومن ذلك:

أ- النـشـاط التـرويحي الذي يصاحبه أو يكون فيه سخريـة بالآخـرين، أو لمزهم، أو ترويع لهم.

قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) (الحجرات:11) .

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادا، ومن أخذ عصا أخيه فليردها ) [1] ، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: ( لا يحل لمسلم أن يروع مسلما ) [2]

ب- النشاط الترويحي الذي يصاحبه أذية بقول أو فعل [ ص: 77 ] للآخرين، أو ضرر بدني أو معنوي للآخرين.

قال تعالى: ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) (الأحـزاب:58) ،

وللحـديث المتـفق عليـه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) [3]

جـ- النشاط الترويحي المحتوي على الكذب والافتراء، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له ) [4]

د- المناشط الترويحية القائمة على المعازف أو الموسيقى المحرمة، لورود الأدلة على عدم جوازها، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) [5] وفي الحديث أن كل ما ذكره صلى الله عليه وسلم حرام، إلا أن قوما من أمته يستحلونها وهي محرمة، ومن ذلك المعازف [6] [ ص: 78 ] هـ- المسابقات القائمة على اتخاذ الحيوانات غرضا يرمى، للحديث المتفق عليه الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا ) [7]

و- الترويح القائم على التحريش بين البهائم، كما يحدث في بعض المجتمعات عند تنظيم مسابقات المناطحة بين البهائم، أو المناقرة بين الديوك، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما : ( أن رسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التحريش بين البهائم ) [8] والتحريش هو: إغراء وتحريض البعض على الآخر.

ز- المسابقات التي يستخدم فيها أدوات ورد النص الصريح بتحريمها مثل النرد، لما رواه سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من لعب بالنردشير [9] فكأنما صبغ [ ص: 79 ] يده في لحم خنزير ودمه ) [10] وفي الموطأ " أن عائشة رضي الله عنها بلغها أن أهل بيت في دارها كانوا سكانا فيها وعندهم نرد، فأرسلت إليهم لئن لم تخرجوها لأخرجنكم من داري، وأنكرت ذلك عليهم " كما روى مالك رحمه الله في الموطأ " عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه إذا وجد أحدا من أهله يلعب بالنرد ضربه وكسرها " [11]

التالي السابق


الخدمات العلمية