الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
سادسا: ضوابط عامة

أ- مراعاة الأخلاق العامة، مثل تجنب الغضب، والكلام البذيء، والغش، ومثيرات العداوة والبغضاء، والتعدي على الآخرين. [ ص: 84 ]

ب- مراعاة التنوع في الترويح، فلا يركز على أحد الجوانب الترويحية دون الجوانب الأخر.

جـ- مراعاة الصحة العامة والنظافة بشكل عام في جميع الممارسات الترويحية.

د- منع الصرف الزائد على الجوانب الترويحية، وإعطاء كل ذي حق حقه في الصرف.

هـ- عدم التبعية وتقليد الآخرين في استجلاب أنماط ترويحيـة لا تتوافق وقيم المجتمع المسلم، فإن ما يصلح لغير المسلمين من أنماط ترويحية متسقة ومستمدة من قيمهم ودينهم لا يصلح للمسلمين، لحـديث ابن عـمر أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قـال: ( من تشبه بقوم فهو منهم ) [1]

والمطالبة بعدم التقليد والتبعية لا تعني عدم الاستفادة من الآخرين، بل تعني ضبط هذه الاستفادة وإخضاعها للمراقبة والتقويم، وتكييف الأنشطة الترويحية المجلوبة مع قيم المجتمع وثقافته.

ومما لا شك فيه أن المجتمع المسلم في حالة أخذه بتلك [ ص: 85 ] الضوابط فإنه يعمل بشكل مباشر على إنجاح برامجه الترويحية، لأنه أخذ في الاعتبار الخصوصية التي يتميز بها عن غيره من المجتمعات على سطح الأرض، وهذا بدوره يؤدي إلى تحقيق النتائج المتوقعة من البرامج الترويحية، وليس هذا فحسب، بل ستكون في أقصى درجات الإيجابية على الفرد وعلى المجتمع بصفة عامة، فضلا عن تحقيق التوازن في حياة الفرد، والمجتمع المسلم في أوضح صوره ومعانيه، إضافة إلى الاقتراب من التكامل في حياة المجتمع المسلم، وتحقيق المقاصد المستهدفة من التواصي بالحق والتواصي بالصبر.

ولقد غفل عن هذا المبدأ المهم في عملية التخطيط للبرامج الترويحية -وهو مبدأ الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المجتمع- بعض من كتب في الأنشطة الترويحية وأوقات الفراغ، إضافة إلى إهمالهم بعض الضوابط السابقة، مما يجعلنا نحكم بفشل تلك البرامـج وعـدم منـاسبتها بشـكـلها المـطـروح دونمـا تعديل.. ومما يؤسف له أن معظم كتب الترويـح العـربـية تـورد أنشـطـة لا تتناسب والمجتمع المسلم، فقلما نجد كتابا من الكتب المذكورة [ ص: 86 ] يخلو من الحث أو التشجيع على ممارسة الموسيقى والعزف، والغناء والرقص، وإقامة نواد لها، بل واعتبارها جانبا مهما في العملية الترويحية، على الرغم من ورود الأدلة العديدة والصريحة في تحريمها.

كما تقوم بعض هذه الكتب بالحث على ممارسة المراسلة بين الجنسين، وكذلك الدعوة إلى أنشطة سلبية وضارة وبعيدة كل البعد عن الفائدة والابتكار، بل هي تبعية وتقليد محض، وذلك مثل الحث على جمع الأزارير، أو إقامة حفلات أعياد الميلاد، والحفلات التنكرية، وحفلات الأزياء.

وبالجملة ينبغي أن تراعى بعض القواعد الرئيسة حين التخطيط للأنشطة الترويحية، والبرامج الترفيهية، في المجتمع المسلم، ومن هذه القواعد والأسس ما يلي:

1) يجب أن تكون الأنشطـة الترويـحيـة مباحة في الإسلام، وألا تتعارض مع قواعده العامة.

2) أن تعمل الأنشطة الترويحية على تحقيق الأهداف العليا للأمة الإسلامية. [ ص: 87 ]

3) أن تكون تلك الأنشطة الترويحية محققة للمصلحة العامة للأفراد والمجتمع بشكل عام [2] .

ففي ظل هذه الأسس والقواعد العامة، التي تكون إطارا عاما تدور حول محوره الأنشطة الترويحية والبرامج الترفيـهية التي يتم تخطيطيها وتقديمها في المجتمع المسلم ولأفراده، نضمن -بإذن الله تعالى- النجاح لهذه البرامج الترويحية وتحقيقها لأهدافها، وحسن استغلال الوقت بصفته ثروة تمتلكها الأمة ضمن ما تمتلكه من ثروات. أما بغير ذلك فإننا من المؤكد سنجد أنفسنا في تخبطات يمارسها المخططون لبرامج ترويحية وترفيهية، تعجز عن تلبية حاجيات المجتمع المسلم وأفراده، فضلا عن الآثار السلبية التي سيجنيها المجتمع اجتماعيا، واقتصاديا. [ ص: 88 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية