الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      5257 حدثنا يزيد بن موهب الرملي حدثنا الليث عن ابن عجلان عن صيفي أبي سعيد مولى الأنصار عن أبي السائب قال أتيت أبا سعيد الخدري فبينا أنا جالس عنده سمعت تحت سريره تحريك شيء فنظرت فإذا حية فقمت فقال أبو سعيد ما لك قلت حية هاهنا قال فتريد ماذا قلت أقتلها فأشار إلى بيت في داره تلقاء بيته فقال إن ابن عم لي كان في هذا البيت فلما كان يوم الأحزاب استأذن إلى أهله وكان حديث عهد بعرس فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يذهب بسلاحه فأتى داره فوجد امرأته قائمة على باب البيت فأشار إليها بالرمح فقالت لا تعجل حتى تنظر ما أخرجني فدخل البيت فإذا حية منكرة فطعنها بالرمح ثم خرج بها في الرمح ترتكض قال فلا أدري أيهما كان أسرع موتا الرجل أو الحية فأتى قومه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ادع الله أن يرد صاحبنا فقال استغفروا لصاحبكم ثم قال إن نفرا من الجن أسلموا بالمدينة فإذا رأيتم أحدا منهم فحذروه ثلاث مرات ثم إن بدا لكم بعد أن تقتلوه فاقتلوه بعد الثلاث حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن ابن عجلان بهذا الحديث مختصرا قال فليؤذنه ثلاثا فإن بدا له بعد فليقتله فإنه شيطان حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني أخبرنا ابن وهب قال أخبرني مالك عن صيفي مولى ابن أفلح قال أخبرني أبو السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري فذكر نحوه وأتم منه قال فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان

                                                                      التالي السابق


                                                                      أقتلها أي الحية ( فأشار ) أبو سعيد إلى بيت في داره أي من جملة داره وفي رواية لمسلم : إلى بيت في الدار تلقاء بيته أي أبي سعيد فقال أبو سعيد يوم الأحزاب أي يوم الخندق استأذن أي ابن عم لي من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ( وكان ) ابن عم لي حديث أي جديد عهد بعرس بضم أوله أعرس الرجل بالمرأة بنى عليها وأمره أن يذهب بسلاحه .

                                                                      وفي رواية مسلم : خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة ( فأتى ) ابن عم فأشار ابن عم إليها أي إلى امرأته ( بالرمح ) ليطعنها به لما أصابه من غيرة وحمية فقالت امرأته فطعنها أي الحية ثم خرج بها أي بالحية ترتكض أي تتحرك [ ص: 134 ] وتضطرب الحية قال أبو سعيد الرجل أو الحية بيان لأيهما أن يرد صاحبنا أي يحييه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفروا لصاحبكم يريد أن الذي ينفعه هو استغفاركم لا الدعاء بالإحياء لأنه مضى سبيله فحذروه أي : خوفوه والمراد من التخويف التشديد بالحلف عليه كما في الرواية الآتية أن يقال لها أسألك بعهد نوح وبعهد سليمان بن داود عليهم السلام أن لا تؤذينا ثم إن بدا بالألف أي ظهر لكم بعد أي بعد التحذير .

                                                                      قال المنذري : والحديث أخرجه مسلم والترمذي والنسائي .

                                                                      بهذا الحديث السابق فليؤذنه من الإيذان بمعنى الإعلام والمراد به الإنذار والاعتذار والمعنى قولوا له نحو ما تقدم بعد أي بعد الإيذان فإنه شيطان أي فليس بجني مسلم بل هو إما جني كافر وإما حية وإما ولد من أولاد إبليس وسماه شيطانا لتمرده وعدم ذهابه بالإيذان فذكر نحوه أي نحو الحديث السابق

                                                                      قال المنذري : وفي لفظ لمسلم : فإنه كافر




                                                                      الخدمات العلمية