الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      5185 حدثنا هشام أبو مروان ومحمد بن المثنى المعنى قال محمد بن المثنى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي قال سمعت يحيى بن أبي كثير يقول حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عن قيس بن سعد قال زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد سعد ردا خفيا قال قيس فقلت ألا تأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذره يكثر علينا من السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله فرد سعد ردا خفيا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعه سعد فقال يا رسول الله إني كنت أسمع تسليمك وأرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام قال فانصرف معه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له سعد بغسل فاغتسل ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران أو ورس فاشتمل بها ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وهو يقول اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة قال ثم أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطعام فلما أراد الانصراف قرب له سعد حمارا قد وطأ عليه بقطيفة فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد يا قيس اصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قيس فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اركب فأبيت ثم قال إما أن تركب وإما أن تنصرف قال فانصرفت قال هشام أبو مروان عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة قال أبو داود رواه عمر بن عبد الواحد وابن سماعة عن الأوزاعي مرسلا ولم يذكرا قيس بن سعد

                                                                      التالي السابق


                                                                      فرد سعد ) أي السلام ردا خفيا ) أي بحيث لا يسمع [ ص: 70 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أي لأبي فقال ذره أي اتركه على حاله يكثر بالجزم جواب الأمر وهو من الإكثار واتبعه سعد ) أي أدركه ولحقه فانصرف أي إلى بيت سعد وأمر له أي لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغسل ) بالكسر ما يغسل به من الخطمي وغيره فاغتسل أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ناوله أي أعطاه والضمير المرفوع لسعد والمنصوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( ملحفة ) قال في الصراح ملحفة بالكسر جمعه ملاحف قد وطأ من وطأ الموضع أي جعله وطيئا أي سهلا لينا ومفعول وطأ محذوف عليه أي على الحمار

                                                                      والباء في قوله بقطيفة للآلة وهي الباء التي يقال لها باء الاستعانة كما في كتبت بالقلم

                                                                      والقطيفة الدثار المخمل ويقال بالفارسية جامه يرزه دار وجادر بيجيده

                                                                      وفي لسان العرب وطأ الشيء سهله ولا تقل وطيت وتقول وطأت لك الأمر إذا هيأته ووطأت لك الفراش ووطأت لك المجلس توطئة والوطيء من كل شيء ما سهل ولان حتى أنهم يقولون رجل وطيء ودابة وطيئة بينة الوطاءة انتهى

                                                                      وحاصله أن سعدا رضي الله عنه - جعل موضع ركوبه صلى الله عليه وسلم على الحمار سهلا لينا بواسطة [ ص: 71 ] قطيفة أي بسط له صلى الله عليه وسلم قطيفة على ظهر الحمار فصار ظهره سهلا لينا والله أعلم ( قال هشام أبو مروان عن محمد ) أي قال بلفظ " عن " . قال المنذري : وأخرجه النسائي مسندا ومرسلا




                                                                      الخدمات العلمية