الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                وقال محمد بن الهيصم الكرامي في كتاب ( جمل الكلام في أصول الدين لما ذكر جمل الكلام في " القرآن " وأنها مبنية على خمسة فصول : ( أحدها : أن القرآن كلام الله ; فقد حكى عن " جهم " أن القرآن ليس كلام الله على الحقيقة وإنما هو كلام خلقه الله فينسب إليه كما قيل : سماء الله وأرضه وكما قيل : بيت الله وشهر الله . وأما " المعتزلة " فإنهم أطلقوا القول بأنه كلام الله على الحقيقة ; ثم وافقوا جهما في المعنى حيث قالوا كلام خلقه بائنا منه .

                قال : وقال عامة المسلمين : إن القرآن كلام الله على الحقيقة وإنه تكلم به .

                [ ص: 184 ] ( والفصل الثاني أن القرآن غير قديم ; فإن الكلابية وأصحاب الأشعري زعموا أن الله كان لم يزل يتكلم بالقرآن وقال أهل الجماعة بل إنه إنما تكلم بالقرآن ; حيث خاطب به جبرائيل وكذلك سائر الكتب .

                ( والفصل الثالث : أن القرآن غير مخلوق ; فإن الجهمية والنجارية والمعتزلة زعموا أنه مخلوق .

                وقال أهل الجماعة : إنه غير مخلوق .

                ( والفصل الرابع : أنه غير بائن من الله ; فإن الجهمية وأشياعهم من المعتزلة قالوا : إن القرآن بائن من الله وكذلك سائر كلامه وزعموا أن الله خلق كلاما في الشجرة فسمعه موسى وخلق كلاما في الهواء فسمعه جبرائيل ولا يصح عندهم أن يوجد من الله كلام يقوم به في الحقيقة .

                وقال أهل الجماعة : بل القرآن غير بائن من الله وإنما هو موجود منه وقائم به . وذكر في مسألة الإرادة والخلق والمخلوق وغير ذلك ما يوافق ما ذكره هنا من الصفات الفعلية القائمة بالله التي ليست قديمة ولا مخلوقة .

                التالي السابق


                الخدمات العلمية